أطلق الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين مبادرة إصلاح واسعة لدفع القطاع الفلاحي نحو مرحلة أكثر حداثة وفعالية، في سياق يتقاطع مع التوجه الرسمي لإعادة دراسة وتحيين قانون التوجيه الفلاحي، باعتباره الإطار الناظم لمسار التنمية الزراعية في الجزائر. المبادرة تأتي في لحظة تشهد فيها الفلاحة رهانات متسارعة مرتبطة بالأمن الغذائي، والاستثمار، وتحسين مردودية الإنتاج.
وأوضح الاتحاد، في بيان له، أن هذه الخطوة تُترجم عمليًا من خلال تشكيل لجنة متخصصة ستشرف على تنظيم ورشات عمل تشاركية تضم خبراء ومختصين من مختلف المجالات، بهدف تقديم مقترحات عملية تُسهم في إثراء النص القانوني وجعله أكثر انسجامًا مع التحديات الراهنة والتحولات المستقبلية، على أن تُرفع التوصيات النهائية إلى الجهات المختصة لدعم مسار الإصلاح.
وفي السياق ذاته، عبّر الاتحاد عن تثمينه للجهود التي تبذلها السلطات العليا في البلاد، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من أجل عصرنة القطاع الفلاحي، وتحفيز الاستثمار، وتحديث وسائل الإنتاج، وتشجيع الابتكار وتثمين الكفاءات الوطنية، معتبرًا أن هذه المقاربة تنعكس مباشرة على النمو الاقتصادي، وتحسين القدرة الشرائية، وترسيخ الاستقرار الاجتماعي عبر مختلف مناطق الوطن.
وأكد الاتحاد استعداده للانخراط في تعاون مؤسساتي موسّع مع مختلف الهيئات ذات الصلة، على غرار المجلس الأعلى للشباب، والمرصد الوطني للمجتمع المدني، والمجلس الوطني العلمي للأمن الغذائي، من أجل تعزيز برامج التنمية المستدامة، داعيًا في الوقت نفسه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى فتح قنوات حوار دائمة وإشراك خبراء الاتحاد في الفعاليات التقنية ذات الصلة بتنظيم القطاع.
وفي بعد مهني، شدد الاتحاد على ضرورة استكمال الملفات المرتبطة بتنظيم مهنة المهندس الزراعي، من خلال استكمال دراسة القانون الأساسي، وإنشاء المجلس الوطني للمهندسين الزراعيين، وتفعيل النصوص التطبيقية الخاصة باعتماد مكاتب الدراسات والاستشارات الفلاحية، بما يسمح بتأطير أفضل للممارسة المهنية وتعزيز مساهمة الكفاءات في دفع عجلة الاقتصاد الفلاحي.
كما دعا إلى إرساء لجان يقظة لمتابعة تسيير المنتجات والمدخلات الفلاحية، وتبسيط الإجراءات الإدارية المرتبطة بتلبية احتياجات الفلاحين والمستثمرين، مع منح دور أكبر للتعاونيات والجمعيات المهنية في تنظيم السوق وتحقيق توازن فعلي بين العرض والطلب.
وفي ختام بيانه، وجّه الاتحاد نداءً مفتوحًا لكافة المهندسين الزراعيين من أجل الالتفاف حول برامجه والانخراط الفعّال في تجسيد أهدافه، مؤكدًا التزامه بمرافقتهم وتمكينهم من لعب دور محوري في قيادة مسار التنمية الفلاحية المستدامة وبناء منظومة زراعية أكثر قوة ومرونة.



