الجزائر ومصر تستعدان لإطلاق مشاريع نفطية خارج الحدود

طاقة ومناجم

تتحول الشراكة بين سوناطراك الجزائرية وبتروجت المصرية إلى مرحلة أكثر جرأة، مع فتح ملفّ جديد يتمثل في التحضير لأول مشاريع التنقيب المشتركة خارج حدود البلدين، ما يشكّل منعطفًا استراتيجيًا في حضور الشركتين داخل القارة الإفريقية. فالطرفان لا يناقشان مجرد تعاون ثنائي، بل يبحثان اليوم عن تموقع مشترك في دول تحتاج إلى خبرة قادرة على تحويل مواردها غير المستغلة إلى مشاريع طاقة حقيقية، وهو ما يمنح للشراكة أفقًا يتجاوز حدود الجزائر ومصر.

وتكشف التصريحات الأخيرة للسفير الجزائري في القاهرة، محمد سفيان براح، أن المحادثات الجارية لا تقتصر على تطوير حقل حاسي بئر ركايز الذي فازت بتروجت بمرحلته الثانية، بل تتجه نحو رسم ملامح توسّع استثماري في إفريقيا، مع استبعاد دول كنيجيريا التي تمتلك شركات قوية بالفعل، مقابل التركيز على أسواق ما تزال في بداياتها وتحتاج إلى لاعبين بنية تقنية قوية وخبرة طويلة مثل سوناطراك وبتروجت.

ويُنتظر أن تُحدث هذه الشراكة نقلة نوعية في الصناعة النفطية الإفريقية، خاصة بعد الزخم الذي شهدته العلاقات الثنائية خلال الدورة التاسعة للجنة العليا الجزائرية–المصرية، التي أفرزت اتفاقيات تعاون وبرامج تدريب واسعة في قطاع الطاقة.

كما جاءت الزيارة التقنية التي قام بها وفد سوناطراك إلى مجمع بتروجت بالقطامية لتمنح هذا المسار بعدًا عمليًا، خصوصًا في مجال تصنيع المعدات النفطية داخل الجزائر، وهو ما يمهّد لبروز قاعدة صناعية مشتركة تخدم المشاريع الخارجية.

وتكمن أهمية هذا التوجّه في أنه يمثّل أول خطوة فعلية نحو إنشاء تحالف طاقوي إقليمي جديد قادر على تنفيذ مشاريع معقّدة في دول تحتاج إلى بنية تقنية قوية.

كما يبرز انسجامًا واضحًا بين رؤيتي الجزائر ومصر في التوجّه نحو شراكات “قائمة على الخبرة لا على الاستثمارات المالية فقط”، وهو ما يجعل مشروع التنقيب المشترك في إفريقيا خطوة مدروسة وقابلة للتجسيد خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع امتلاك الطرفين الإرادة السياسية والدعم الحكومي الكامل.