تتجه الجزائر نحو مرحلة جديدة في إحياء الصناعة الميكانيكية، بعدما كشف وزير الصناعة يحيى بشير أن الحكومة تستعد لإعادة فتح المصانع المتوقفة، بما فيها وحدات إنتاج السيارات التي جُمّدت خلال السنوات الماضية. وأكد الوزير، خلال اجتماع مع لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني المخصّص لميزانية القطاع لسنة 2026، أن مشاريع تصنيع السيارات الجديدة بلغت مراحل “متقدمة جداً”، وفق ما أوردته تقارير صحفية.
وأوضح بشير أن مصنعين جديدين سيشرعان قريباً في استلام منشآتهما والانطلاق في الإنتاج، إلى جانب مصنع فيات الذي يواصل توسيع نشاطه بوتيرة متسارعة. كما قال إن المصانع المغلقة في قطاع السيارات وغيره ستتم إعادة فتحها تدريجياً، وذلك بعد تقييم تقني شامل لوضعيتها، تجنباً لأي قرارات استعجالية قد تؤدي إلى تكرار أخطاء الماضي.
وجدد وزير الصناعة التأكيد على أن عملية إعادة بعث مصانع السيارات تتم تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبمتابعة دقيقة من الوزير الأول سيفي غريب، مشدداً على أن المقاربة الحالية تعتمد على التدرّج وبناء قاعدة صناعية قوية ومستدامة، بعيداً عن الاندفاع الذي ميز التجارب السابقة.
وتستعد السوق الجزائرية لاستقبال عدة علامات جديدة ستنطلق في التصنيع المحلي خلال الفترة المقبلة، من بينها هيونداي التي تخطط للعودة بقوة بعد توقف نشاط مصنع سوفاك في غليزان، وهو المشروع الذي تطرقت إليه تقارير متخصصة في تصريحات سابقة للشركة. كما يُنتظر دخول علامة جيتور مرحلة الإنتاج في مصنع باتنة (مصنع كيا سابقاً)، إلى جانب مشاريع أخرى مرشحة لدخول مرحلة التصنيع، تشمل شيري وبايك وأوبل وعدداً من علامات الشاحنات والحافلات.
وتعكس هذه التحركات توجهاً حكومياً واضحاً لإعادة بناء قطاع السيارات على أسس أكثر صلابة، واسترجاع قدرة الصناعة الوطنية على إنتاج المركبات محلياً، مع فتح الباب أمام استثمارات جديدة قد تغيّر ملامح السوق في السنوات القليلة المقبلة.



