من الترتيب 14 إفريقيا إلى المراتب الأولى… ما هي الخطوات العاجلة أمام الجزائر؟

سياحة وسفر

حققت الجزائر دخولًا مهمًا إلى مؤشر تنمية السفر والسياحة 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، باحتلالها المرتبة 14 إفريقيًا والمرتبة 98 عالميًا من أصل 119 اقتصادًا، وبمعدل 3.42 نقطة من سبع نقاط، في أول إدراج رسمي لها ضمن هذا التصنيف العالمي. هذه النتيجة، التي تمثل خط الأساس لقياس الأداء في السنوات المقبلة، تفتح المجال أمام العمل بخطوات مدروسة للارتقاء بالمكانة السياحية للبلاد في المؤشرات الإقليمية والدولية.

ويؤكد خبراء القطاع أن تحسين ترتيب الجزائر يبدأ من تعزيز البنية التحتية الداعمة للسياحة، بما يشمل شبكات النقل البري، وتطوير الموانئ والمطارات، بما يسمح بزيادة سهولة الوصول إلى الوجهات السياحية المتنوعة. الاستثمار في المشاريع اللوجستية الكبرى سيسهم في جعل الجزائر نقطة وصل بين شمال وجنوب القارة، ويعزز جاذبيتها أمام الزوار والمستثمرين على حد سواء.

كما يشير المختصون إلى أهمية تكثيف الجهود في مجال التسويق السياحي، عبر حملات ترويجية رقمية وإعلامية موجهة لأسواق محددة، تبرز التنوع الطبيعي والثقافي للجزائر، من الصحراء الكبرى إلى الشواطئ المتوسطية، مرورًا بالمدن التاريخية والمواقع المصنفة ضمن التراث العالمي. هذا التوجه من شأنه أن يخلق صورة متكاملة عن الوجهة الجزائرية في أذهان المسافرين الدوليين.

إلى جانب ذلك، يعد تشجيع الاستثمارات في القطاع السياحي عنصرًا أساسيًا، سواء من خلال تهيئة بيئة قانونية وتنظيمية محفزة، أو عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير الفنادق، المنتجعات، والمرافق الترفيهية. هذه المشاريع، عند إنجازها، ستوفر خدمات بمعايير عالمية وتزيد من القدرة الاستيعابية للقطاع.

كما أن إدماج الاستدامة البيئية في مشاريع التنمية السياحية بات أمرًا حتميًا، نظرًا لكونه معيارًا أساسيًا في التصنيفات الدولية. تبني سياسات تراعي الحفاظ على البيئة والموروث الثقافي، مع إشراك المجتمعات المحلية في المشاريع السياحية، سيعزز من استدامة العوائد الاقتصادية والاجتماعية.

ومع توفر الإرادة السياسية، والإمكانات الطبيعية والثقافية الغنية، وشبكة علاقات متنامية مع الأسواق الدولية، تبدو الجزائر أمام فرصة واعدة لتحقيق قفزة نوعية في مؤشر تنمية السفر والسياحة خلال الأعوام المقبلة. فالانتقال من المرتبة 14 إفريقيًا نحو المراتب الأولى يتطلب رؤية متكاملة تجمع بين الاستثمار في البنية التحتية، تطوير الخدمات، وتنشيط التسويق، وهي خطوات قادرة على جعل الجزائر وجهة مفضلة على خريطة السياحة العالمية.