نحو مشاريع كبرى بين الجزائر وسلطنة عمان في الزراعة والمائيات

فلاحة

بحثت الجزائر وسلطنة عُمان سبل تعزيز التعاون الثنائي في عدد من القطاعات الزراعية والسمكية ذات البعد الاستراتيجي، وذلك على هامش مشاركة مسقط كضيف شرف في الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات بوهران.

اللقاء الذي جمع وزير الفلاحة الجزائري ياسين المهدي وليد بنظيره العُماني وزير الثروة الزراعية سعود بن حمود الحبسي، عكس إرادة مشتركة لرفع مستوى الشراكة بما يخدم الأمن الغذائي للطرفين.

وخلال المحادثات، شدد الجانبان على أهمية تطوير التعاون في مجال الزراعة الصحراوية، باعتبارها أحد المجالات الواعدة التي تراهن عليها الجزائر في توسيع إنتاجها الزراعي عبر الجنوب الكبير، فيما تمتلك عُمان خبرات متقدمة في هذا النوع من الزراعات والتقنيات المرتبطة بها.

ويمثل هذا المحور أحد ركائز التعاون الجديدة بين البلدين، خصوصًا في ظل التحديات المناخية وارتفاع الطلب على الإنتاج الغذائي.

كما ناقش الوفدان فرص تعزيز التحول الرقمي في القطاع الفلاحي، سواء عبر إدماج الأنظمة الذكية في متابعة الإنتاج أو تطوير قواعد البيانات الزراعية، وهي خطوة تهدف الجزائر من خلالها إلى تحديث القطاع وتحسين مردودية الاستثمار الفلاحي.

ويبرز في هذا الجانب اهتمام الشركات العُمانية بنقل خبراتها في الرقمنة الزراعية إلى السوق الجزائرية.

أما في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، فقد اتفق الطرفان على دعم تبادل الخبرات وتشجيع المشاريع المشتركة، لاسيما أن الجزائر تعمل على توسيع الطاقة الإنتاجية ورفع مساهمة المائيات في الأمن الغذائي الوطني، بينما تمتلك عُمان واحدًا من أنجح نماذج تربية المائيات في المنطقة.

ويُنتظر أن يشكل الصالون الدولي بوهران منصة لإطلاق شراكات عملية بين مؤسسات البلدين.

واختُتم اللقاء بتأكيد الجانبين ضرورة فتح آفاق أكبر للاستثمار في صناعات القيمة المضافة، بما في ذلك الصناعات الغذائية والسمكية، مع إبراز أهمية دعم البحث العلمي المشترك لضمان استدامة الموارد الطبيعية.

وشدد الطرفان على أن هذا التعاون يشكل رافعة جديدة لتعميق العلاقات الجزائرية–العُمانية ودعم الأمن الغذائي المشترك في المرحلة المقبلة.