انطلقت ولاية عين تموشنت في مسار جديد يرمي إلى تنويع نشاطها الزراعي، بعدما كانت لسنوات طويلة تُعرف كقطب وطني في إنتاج الحبوب. غير أن موجات الجفاف التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الخمس الأخيرة أدت إلى تراجع ملحوظ في المردود، وهو ما دفع السلطات إلى تبني رؤية جديدة قوامها تعزيز الصناعات التحويلية الزراعية وتوسيع مجالات الاستثمار الفلاحي.
وأكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، خلال زيارته للولاية، أن خيار الانتقال إلى الزراعات التحويلية يمثل استجابة واقعية للتغيرات المناخية والاقتصادية. وأوضح أن هذه التوجهات تسمح باستغلال موارد الولاية بشكل أكثر فاعلية، مع إدماج الصناعات الغذائية التي تضيف قيمة مضافة للمنتوج الزراعي المحلي، بما يضمن وفرة المواد الاستهلاكية الأساسية واستقرار أسعارها.
كما أبرز الوزير أن القطاع الفلاحي بعين تموشنت يشهد ديناميكية جديدة بفضل استثمارات في شُعب مثل إنتاج البيض وزيت الزيتون، إضافة إلى تشجيع الفلاحين على تطوير تربية المائيات. هذه المشاريع، حسبه، ستجعل الولاية في موقع متقدم ضمن الاقتصاد الفلاحي الوطني، ليس فقط كمصدر للمواد الأولية، بل كقاطرة لإنتاج صناعي غذائي متكامل قادر على دخول أسواق داخلية وخارجية.
ويرى شرفة أن هذه الاستراتيجية ستسمح بخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، فضلا عن تمكين عين تموشنت من استعادة مكانتها كولاية رائدة ولكن هذه المرة عبر نموذج تنموي متنوع ومستدام، يربط بين الزراعة والصناعة والتحويل.



