أكبر الدول الأوروبية استيرادًا للغاز المسال الجزائري سنة 2024

انفوجرافيك

تبرز الجزائر كلاعب أساسي في تأمين احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما تؤكده الأرقام الحديثة التي تكشف عن حجم الصادرات الجزائرية نحو القارة العجوز خلال عام 2024.

وتشير أرقام الإنفوغراف الذي أعدته الجريدة الإلكترونية “سهم ميديا” المختصة في الاقتصاد إلى أن الجزائر عززت مكانتها كمصدر رئيسي للغاز المسال، مما يعكس استمرار اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الجزائري كجزء من استراتيجيتها الطاقوية.

وفي ظل الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية، أصبحت الدول الأوروبية أكثر حرصًا على تنويع مصادر إمداداتها الطاقوية، والجزائر، بحكم موقعها الجغرافي واحتياطاتها الضخمة من الغاز، تمثل شريكًا استراتيجيًا مهمًا في هذا المجال.

تركيا وفرنسا في الصدارة

تتصدر تركيا قائمة الدول الأوروبية الأكثر استيرادًا للغاز المسال الجزائري، حيث بلغت وارداتها 4.05 مليون طن، وهو رقم يعكس العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين في قطاع الطاقة. تليها فرنسا بواردات وصلت إلى 3.26 مليون طن، مما يشير إلى استمرار باريس في الاعتماد على الغاز الجزائري كجزء من استراتيجيتها لمواجهة التقلبات في أسواق الطاقة العالمية.

إسبانيا وإيطاليا: شركاء تقليديون

أما إسبانيا وإيطاليا، فحافظتا على مكانتهما كشريكين تقليديين للجزائر، بواردات بلغت 1.66 و1.39 مليون طن على التوالي، مما يعكس متانة العلاقات الطاقوية بين هذه الدول والجزائر التي تمتد لعقود طويلة.

في المقابل، سجلت المملكة المتحدة واردات متواضعة لم تتجاوز 0.39 مليون طن، وهو ما يفسر اعتماد بريطانيا على مصادر طاقة أخرى مثل النرويج وقطر والولايات المتحدة.

وتعتمد الجزائر على منشآت تسييل الغاز في أرزيو وسكيكدة لتلبية الطلب المتزايد على الغاز المسال، ما يجعلها قادرة على المنافسة في السوق الأوروبية رغم وجود منافسين كبار مثل الولايات المتحدة وقطر وروسيا.

ورغم هذا الدور البارز، تواجه الجزائر تحدي احتدام المنافسة في الأسواق الأوروبية، حيث تسعى دول عدة إلى تعزيز حصتها في سوق الغاز. كما أن التحول الأوروبي نحو الطاقات المتجددة يفرض على الجزائر ضرورة التكيف مع التحولات المستقبلية لضمان استمرار دورها كمزود رئيسي للطاقة.

وتؤكد هذه الأرقام أن الجزائر لا تزال شريكًا موثوقًا في أمن الطاقة الأوروبي، حيث تمكنت من الحفاظ على موقعها كمصدر رئيسي للغاز المسال في ظل الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية. ومع استمرار الطلب المتزايد على الغاز، يبقى التحدي الأساسي أمام الجزائر هو تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة لضمان استدامة صادراتها والحفاظ على تنافسيتها في المستقبل.