أكبر العلامات التجارية للسيارات مبيعًا في 2024: سيطرة يابانية وتقدم أمريكي

أوتو

يشهد سوق السيارات العالمي تغيرات مستمرة في حصص العلامات التجارية، حيث تكشف بيانات 2024 عن استمرار التفوق الياباني، مع منافسة قوية من الشركات الألمانية والأمريكية.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أكبر 10 علامات تجارية مبيعًا، العوامل المؤثرة على هذه الأرقام، والتحولات التي يشهدها القطاع.

تويوتا في الصدارة بفارق كبير

تواصل شركة تويوتا اليابانية تصدرها لقائمة العلامات التجارية الأكثر مبيعًا في العالم، حيث تمكنت من بيع 9.09 مليون سيارة خلال عام 2024، محققة نسبة نمو بلغت 0.7% مقارنة بالعام الماضي.

ويعكس هذا التفوق الاستراتيجي قوة تويوتا في الإنتاج والابتكار، حيث تركز على تقديم طرازات هجينة وكهربائية تلبي احتياجات الأسواق العالمية.

ويعود نجاح تويوتا إلى قدرتها على التكيف مع متغيرات السوق، مثل التحولات نحو السيارات الصديقة للبيئة، إلى جانب تمتعها بسمعة قوية فيما يخص الاعتمادية والجودة. كما أن توسعها في الأسواق الناشئة، مثل جنوب شرق آسيا وأفريقيا، عزز من مبيعاتها بشكل واضح.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه قطاع السيارات، بما في ذلك نقص أشباه الموصلات وارتفاع تكاليف الإنتاج، تمكنت تويوتا من الحفاظ على ريادتها بفضل استراتيجيتها في إدارة سلاسل التوريد ومرونتها الإنتاجية. ورغم المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية، لا تزال تويوتا تتمتع بأفضلية قوية عالميًا.

فولكس فاجن وبي واي دي: الصراع الأوروبي-الصيني

احتلت فولكس فاجن الألمانية المركز الثاني بمبيعات بلغت 4.93 مليون سيارة، لكنها شهدت تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.3% مقارنة بالعام الماضي. ورغم هذا الانخفاض، لا تزال فولكس فاجن تسيطر على حصة قوية في السوق الأوروبية والعالمية، مدعومة بسمعتها في تقديم سيارات ذات جودة عالية وتصميم مبتكر.

في المقابل، تستمر شركة بي واي دي الصينية في تحقيق قفزات نوعية، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 14.1% لتصل إلى 3.8 مليون سيارة، مما يجعلها واحدة من أسرع العلامات التجارية نموًا في السوق العالمي.

ويعود هذا النجاح إلى تركيز بي واي دي على السيارات الكهربائية، حيث أصبحت منافسًا رئيسيًا لشركات مثل تسلا في هذا المجال.

وتعكس هذه الأرقام التحولات الكبيرة في صناعة السيارات، حيث أصبحت الشركات الصينية مثل بي واي دي تتصدر المشهد في قطاع السيارات الكهربائية، مما يضع ضغطًا متزايدًا على الشركات الأوروبية والأمريكية لتسريع تحولها نحو الطاقة النظيفة.

ومع ذلك، لا تزال فولكس فاجن تمتلك قاعدة جماهيرية قوية، ما يجعلها قادرة على استعادة زخمها خلال السنوات المقبلة.

احتلت هوندا المركز الرابع بمبيعات بلغت 3.74 مليون سيارة، رغم انخفاض طفيف بنسبة 0.3%. وتستمر هوندا في تحقيق نجاحات بفضل سياراتها الاقتصادية الموثوقة، مع تركيز متزايد على السيارات الهجينة والكهربائية. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهها في تطوير التقنيات الحديثة قد تؤثر على نموها المستقبلي.

من جانبها، جاءت فورد الأمريكية في المركز الخامس بمبيعات بلغت 3.69 مليون سيارة، مسجلة نموًا بنسبة 6.1%.

ويعكس هذا الأداء القوي عودة فورد إلى المنافسة من خلال سياراتها الكهربائية والشاحنات القوية التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة، خصوصًا في السوق الأمريكية.

أما نيسان، فقد سجلت مبيعات بلغت 3.06 مليون سيارة، بارتفاع طفيف بلغ 0.1%، مما يعكس استقرارها في السوق رغم التحديات التي تواجهها.

وتعمل نيسان على تعزيز حضورها في قطاع السيارات الكهربائية والهجينة، مما قد يسهم في تحسين مبيعاتها مستقبلًا، خاصة في ظل التحول العالمي نحو الاستدامة.

  1. شيفروليه، كيا، ومرسيدس في المشهد

جاءت شيفروليه الأمريكية في المرتبة السابعة بمبيعات 2.91 مليون سيارة، لكنها سجلت انخفاضًا بنسبة 1.2% مقارنة بالعام الماضي. ورغم ذلك، لا تزال شيفروليه علامة تجارية قوية بفضل شاحناتها ومركباتها الرياضية متعددة الاستخدامات التي تحظى بشعبية كبيرة في الأسواق الأمريكية والعالمية.

أما كيا الكورية، فقد باعت 2.91 مليون سيارة، محققة ارتفاعًا بنسبة 2.9%، ما يعكس استمرار نجاحها في تقديم سيارات بأسعار تنافسية وجودة عالية. تلعب كيا دورًا متزايدًا في قطاع السيارات الكهربائية، مما يمنحها ميزة تنافسية مستقبلية قوية.

في النهاية، جاءت مرسيدس الألمانية في المركز العاشر بمبيعات بلغت 2.18 مليون سيارة، ورغم ذلك، فقد سجلت نموًا بنسبة 2.5%، ما يعكس استمرار الطلب على السيارات الفاخرة رغم التحديات الاقتصادية العالمية.

وتبقى مرسيدس علامة رائدة في قطاع السيارات الفاخرة، مع تركيز متزايد على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في المركبات الكهربائية.

وتعكس هذه الأرقام ديناميكيات سوق السيارات العالمية في عام 2024، حيث تواصل الشركات اليابانية والألمانية الهيمنة، بينما تتقدم الشركات الصينية والأمريكية بقوة في سباق السيارات الكهربائية.

ومع ازدياد التوجه نحو السيارات الكهربائية والهجينة، يبدو أن اللاعبين التقليديين مطالبون بمواكبة هذا التحول السريع، وإلا فإنهم سيخاطرون بفقدان حصتهم في السوق لصالح الشركات الناشئة والمبتكرة.

وفي ظل هذه التغيرات، يبقى السؤال الأهم: أي الشركات ستتمكن من الحفاظ على مكانتها، وأيها سيشهد تراجعًا خلال السنوات القادمة؟