أكبر جسر في إفريقيا جاهز… الجزائر تُطلق شريان غار جبيلات نحو 2026

استثمار

اكتملت أشغال إنجاز أكبر جسر مُعلّق في إفريقيا على خط غار جبيلات – تندوف – بشار، بطول 4.1 كيلومترات، في خطوة تُعدّ حجر الأساس ضمن مشروع الخط المنجمي للجنوب الغربي، الذي يُرتقب استلامه مع بداية سنة 2026.

ويمثل هذا الإنجاز، الذي سُلّمت أشغاله قبل الآجال المحددة، تطوراً مهماً في تنفيذ الشطر المتبقي من هذا المشروع الاستراتيجي، الرابط بين واحد من أكبر مناجم الحديد في العالم بمنطقة غار جبيلات والمناطق الصناعية التي ستحتضن وحدات معالجة الخام المبرمج دخول بعضها الخدمة خلال السنة نفسها.

وأكدت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات ferrovières، المشرفة على المشروع، أن “آخر عارضة من الجسر وُضعت الخميس الماضي”، وهو ما يعكس وتيرة تقدم عالية في واحد من أصعب وأطول المقاطع، المتمثل في الشطر الرابط بين حماقير والعسل على مسافة 440 كيلومتراً.

وتواصل الشركات المكلفة بالإنجاز، وهما مجمع كوسيدار والشركة الصينية CRCC، أشغال وضع السكة الحديدية بوتيرة تصل إلى 3 كيلومترات يومياً، في مؤشر واضح على دخول المشروع مرحلته النهائية.

وفي الوقت ذاته، تعرف أجزاء أخرى من الخط وتيرة إنجاز متقدمة، على غرار المقطع الرابط بين أم العسل وتندوف على مسافة 175 كيلومتراً، والذي دخل بدوره مرحلة وضع السكة.

ولتسريع الأشغال، تعتمد الشركات على تقنية اللحام الآلي، حيث تقوم وحدة اللحام بربط 16 سكة يصل طولها الإجمالي إلى 288 متراً، وبطاقة إنتاج يومية تناهز 1620 متراً طولياً، على أن يتم تحويلها إلى نقاط أخرى من المشروع كلما اكتمل إنجاز 16 كيلومتراً.

ويمثل دخول هذا الخط المنجمي الضخم مرحلة الاستغلال بداية تحول نوعي في الصناعة المنجمية بالجزائر، التي تشهد ديناميكية جديدة تعكس توجهات الدولة نحو تحقيق قيمة مضافة عالية من خلال الصناعات التحويلية.

كما سيكون لهذا الخط دور محوري في دعم التنمية الفلاحية في الجنوب الغربي، وهو الإقليم الذي يحتضن مشاريع استراتيجية كبرى في إنتاج الحليب والقمح، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في منظومة الأمن الغذائي الوطني.