يشهد قطاع الطيران تطورات متسارعة في ظل سعي الشركات إلى تقليل التكاليف وزيادة الإيرادات مع الحفاظ على أسعار تنافسية، وهو ما دفع شركة “إيرباص” للكشف عن تصميم مبتكر لمقاعد الطائرات قد يثير ردود فعل متباينة بين المسافرين.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تعمل “إيرباص” حاليًا بالتعاون مع شركة “Chaise Longue” الناشئة في مدريد على تصميم مقاعد بطابقين، مما يتيح زيادة عدد المقاعد على متن الطائرة دون التضحية براحة الركاب.
ويعتمد هذا المفهوم على ترتيب المقاعد في صفوف متراصة، بحيث يتم وضع صف على منصة مرتفعة والآخر على مستوى طبيعي، ما يسمح بتوفير مساحة إضافية لكل راكب.
وسيحظى الركاب في المقاعد العلوية بحرية التمدد دون القلق من إزعاج المسافرين خلفهم، بينما سيتمكن الركاب في المقاعد السفلية من مد أرجلهم بشكل أكثر راحة بفضل المساحة المتاحة أسفل المقاعد الأمامية.
وقد أوضح أليخاندرو نونيز فيسينتي، الرئيس التنفيذي لشركة “Chaise Longue”، أن شركته دخلت في مراحل أولية من التعاون مع “إيرباص” لتطوير هذا التصميم، مشيرًا إلى أن الفكرة انطلقت قبل أربع سنوات بهدف تحسين تجربة السفر الجوي وتقديم خيارات أكثر راحة للركاب.
بدأ فيسينتي مشروعه عام 2021 أثناء دراسته للهندسة الصناعية في جامعة برونيل بلندن، حيث صنع أول نموذج يدوي لمقعد الطائرة باستخدام ألواح بسيطة. ومنذ ذلك الحين، تطور المشروع ليصبح نموذجًا رقميًا متكاملًا جذب اهتمام شركات طيران كبرى، من بينها طيران الإمارات، التي أبدت اهتمامًا بفكرة المقاعد المزدوجة.
وتُظهر التصورات الأولية للمقاعد أن الركاب في المستويات السفلية سيحصلون على مساحة إضافية للأرجل، ولكن مع محدودية في إمكانية الاستلقاء، بينما سيتمتع ركاب المستوى العلوي بحرية التمدد للخلف ولكن بمساحة أقل للأقدام. ويبدو أن المقاعد العلوية قد تصبح الخيار المفضل للمسافرين الذين يفضلون الراحة أثناء الرحلات الطويلة.
ويوفر هذا التصميم أيضًا مساحة تحت كل مقعد لتخزين الأمتعة، مع منح ركاب المقاعد السفلية حيزًا إضافيًا أمامهم. ومع استمرار الأبحاث والتطوير، قد يشكل هذا الابتكار خطوة جديدة في مستقبل الطيران التجاري، حيث يتم تحقيق توازن بين زيادة السعة الاستيعابية وتحسين تجربة السفر الجوي.