يراهن الطرفان الجزائري والهندي على مطلع سنة 2026 لفتح صفحة جديدة في التعاون الاقتصادي، مع التحضير لزيارة وفد وازن من رجال الأعمال الهنود إلى الجزائر، في خطوة تعكس اهتمامًا متزايدًا بالسوق الجزائرية كوجهة استثمارية واعدة في المنطقة.
وفي هذا السياق، استقبل المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، سفيرة جمهورية الهند لدى الجزائر، سواتي فيجاي كولكارني، بمقر الوكالة، حيث جرى بحث آفاق توسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين، خاصة في القطاعات التي تشهد ديناميكية متسارعة، وعلى رأسها الصناعة الصيدلانية وإنتاج الأدوية، إلى جانب مجالات استثمارية أخرى تحظى باهتمام مشترك.
اللقاء شكّل مناسبة لتقييم واقع الاستثمارات الهندية الحالية في الجزائر، ومناقشة فرص تطويرها، إضافة إلى التطرق إلى مشاريع جديدة تعتزم مؤسسات هندية إطلاقها في السوق الجزائرية. كما تم التوقف عند اهتمام شركات عالمية رائدة في صناعة الأدوية، من بينها شركة “تونشي”، بدخول الجزائر والاستفادة من الإصلاحات التي تشهدها منظومة الاستثمار.
وفي امتداد لهذا الحراك، يجري التحضير لزيارة مرتقبة لوفد اقتصادي هندي يضم ممثلين عن نحو 40 شركة، خلال شهر جانفي 2026، بهدف عقد لقاءات أعمال مباشرة مع متعاملين جزائريين، وبحث إمكانيات إقامة شراكات فعلية في قطاعات متعددة، بما يعزز من حضور الاستثمارات الهندية ويمنح دفعًا جديدًا للتعاون الثنائي.
وأكد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار استعداد الوكالة لمرافقة هذه الزيارة وتوفير كل الظروف الكفيلة بإنجاحها، بما يسمح بتحويل الاهتمام المتبادل إلى مشاريع ملموسة واتفاقيات استثمارية حقيقية، مشددًا على انفتاح الجزائر على الشراكات النوعية التي تقوم على نقل الخبرة وخلق القيمة المضافة.
ويعكس هذا المسار، بحسب متابعين، توجّه الجزائر نحو تنويع شركائها الاقتصاديين وتعزيز حضورها في خارطة الاستثمارات الدولية، مستفيدة من موقعها الإقليمي، وإمكاناتها الصناعية، والإصلاحات الأخيرة التي تهدف إلى جعل الاستثمار محركًا أساسيًا للنمو والتنمية.



