تتواصل وتيرة إنجاز المشروع الاستراتيجي لإنتاج الحبوب والبقوليات بولاية تيميمون بوتيرة متسارعة، في إطار الشراكة الجزائرية الإيطالية التي تُجسّد التعاون الزراعي بين البلدين.
وفي هذا الصدد، كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية وليد ياسين عن استقباله للرئيس المدير العام للمجموعة الإيطالية BF Spa السيد فديريكو فيكيوني، رفقة وفد من شركة BF الجزائر، لمتابعة تقدم الأشغال الجارية بالمشروع الممتد على مساحة 36 ألف هكتار.
المشروع، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في مخطط “ماتيي” المشترك بين الجزائر وإيطاليا، يسير بخطى ثابتة بعد استكمال جزء كبير من التحضيرات التقنية والميدانية.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن وتيرة العمل تسير بشكل جيد، مع تقدم ملموس في إنجاز البنى التحتية الأساسية، من الطاقة والطرقات وشبكات الاتصال، وهو ما يُمهد لإطلاق النشاط الفعلي في الآجال المحددة.
وفي هذا السياق، جرى التأكيد على اتخاذ كافة الإجراءات والتسهيلات الإدارية لضمان السير السلس للمشروع في مختلف مراحله، بما في ذلك تمكين الفرق التقنية من الوصول السريع إلى مواقع العمل وتوفير مستلزمات الإنتاج في الوقت المناسب.
ويُعتبر هذا المشروع الزراعي المتكامل أحد النماذج الرائدة في الاستثمار الفلاحي العصري، القائم على البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وتوظيف الابتكار لرفع الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي المستدام.
كما يُنتظر أن يُسهم في تحويل منطقة تيميمون إلى قطب فلاحي متطور يعتمد على التقنيات الحديثة في الزراعة والري.
الشراكة الجزائرية الإيطالية في المجال الفلاحي تواصل ترسيخ حضورها على أرض الواقع من خلال مشاريع نوعية كهذا المشروع، الذي يُجسّد عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين ويعكس إرادة مشتركة في بناء نموذج زراعي حديث ومستدام يخدم المصلحة المشتركة ويعزز الأمن الغذائي في المنطقة.
ويُرتقب أن يكون هذا المشروع نموذجًا مرجعيًا في مجال الاستثمار الزراعي الأجنبي المباشر في الجزائر، بفضل طابعه المتكامل الذي يجمع بين الإنتاج الزراعي والمعالجة الصناعية والتسويق، بما يضمن دورة اقتصادية متكاملة من الحقل إلى السوق.
كما سيساهم في خلق مناصب شغل دائمة لفائدة شباب المنطقة وتعزيز التنمية المحلية في واحدة من أهم ولايات الجنوب الجزائري.
ويمثل هذا التعاون جزءًا من الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين الجزائر وإيطاليا الهادفة إلى بناء شراكات اقتصادية قائمة على نقل المعرفة والتكنولوجيا، بدل الاقتصار على التبادل التجاري التقليدي.
المجموعة الإيطالية “BF Spa” تُعد من أكبر الفاعلين في مجال الزراعة الذكية والمستدامة في أوروبا، واختيارها للجزائر كمركز توسّع في إفريقيا يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية الجزائرية والإصلاحات التي تبنتها الدولة في مجال الفلاحة والأمن الغذائي.
بهذا المسار التصاعدي، تؤكد الجزائر أنها تمضي بثبات نحو إرساء نموذج فلاحي عصري يعتمد على الشراكة الدولية والتكنولوجيا المتقدمة، في الوقت الذي تفتح فيه هذه التجربة الباب أمام شراكات جديدة مع كبرى المجموعات العالمية في مجالات الزراعة المستدامة والصناعات الغذائية التحويلية.