الجزائر تطلق مشروعا ضخما لإنتاج الزجاج الشمسي بطاقة 1.5 مليون طن سنويا

طاقة ومناجم

في سياق سعي الجزائر لتكريس انتقالها الطاقوي وتنويع اقتصادها بعيدا عن المحروقات، برز إلى الواجهة مشروع استثماري واعد يحمل اسم “مشروع الجزائر للزجاج الشمسي”، عرض تفاصيله وفد عن شركة Kibing Group الصينية خلال لقائه بالمسؤولين الجزائريين بوزارة الطاقة والمناجم.

هذا المشروع، الذي يُرتقب أن يُقام على الأراضي الجزائرية، يهدف إلى إنشاء مصنع ضخم لإنتاج الزجاج الشمسي بطاقة تصل إلى 1.53 مليون طن سنويًا، إضافة إلى وحدة متخصصة في معالجة وتثمين الرمال السيليسية فائقة النقاء بطاقة 1.08 مليون طن سنويًا، ما يعكس رغبة واضحة في استغلال الموارد المحلية وتحويلها إلى منتجات صناعية عالية القيمة المضافة.

الأهمية الكبرى للمشروع لا تكمن فقط في حجم الإنتاج المتوقع، بل في مساهمته المباشرة في خلق نحو 3000 منصب عمل، مع تحقيق نسبة إدماج محلي تصل إلى 90 بالمائة، وهو ما يعني نقل خبرة وتكنولوجيا متقدمة إلى السوق الجزائرية، وتكوين كفاءات محلية قادرة على مواكبة تحديات صناعة الطاقات النظيفة.

كما أن المشروع سيعزز من قدرات الجزائر على تلبية احتياجاتها المتزايدة في مجال الطاقة الشمسية، في ظل التوجه العالمي نحو الطاقات المتجددة كبديل مستدام للموارد التقليدية.

إضافة إلى ذلك، فإن هذا الاستثمار يُجسد بوضوح رغبة الجزائر في بناء سلسلة صناعية متكاملة في قطاع الطاقات المتجددة، انطلاقًا من الثروات المنجمية التي تزخر بها البلاد، مثل الرمال السيليسية التي تُعد من أنقى الخامات في المنطقة. فالتحول من مجرد تصدير المواد الأولية إلى تصنيع منتجات استراتيجية مثل الزجاج الشمسي، يُعد نقلة نوعية تضع الجزائر على خارطة الإنتاج العالمي في هذا المجال الحيوي، وتمنحها موقعًا متقدمًا في سوق الطاقات النظيفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

أما على صعيد الشراكات الدولية، فإن التعاون مع شركة Kibing Group، إحدى أبرز المجموعات الصناعية الصينية المتخصصة في صناعة الزجاج بمختلف أنواعه، يعكس توجّه الجزائر نحو استقطاب شركاء عالميين يمتلكون الخبرة والتكنولوجيا. فالمشروع يتضمن التصنيع وأيضا نقل للمعرفة وتطوير للدراسات التقنية وآليات التخطيط، بما يفتح المجال أمام تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

ومن خلال هذا المشروع، تؤكد الجزائر مرة أخرى التزامها بخيار بناء اقتصاد سيادي قائم على التنويع والابتكار، حيث يُتوقع أن يتحول “مشروع الجزائر للزجاج الشمسي” إلى أحد ركائز الصناعة المستقبلية التي تدعم الأمن الطاقوي وتمنح البلاد مكانة إقليمية متقدمة في مجال الطاقات المتجددة.

كما أن هذه الخطوة تحمل بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الجانب الاقتصادي إلى تكريس صورة الجزائر كقوة صاعدة تراهن على التكنولوجيا النظيفة لمواجهة التحديات العالمية.