فازت الجزائر بالمرتبة الأولى عالميًا كأفضل محفز لسياسات بيئة ريادة الأعمال، وذلك خلال القمة العالمية لريادة الأعمال (GEC 2025) المنعقدة بالولايات المتحدة الأمريكية، وسط حضور دولي واسع ومشاركة قيادات بارزة في مجالات الابتكار والاستثمار والتكنولوجيا.
وجاء هذا التتويج تتويجًا لجهود الدولة الجزائرية في تحديث الإطار التشريعي، وتسهيل إجراءات إنشاء الشركات الناشئة، وتعزيز بيئة الأعمال عبر برامج حاضنات، ومسرّعات، وتمويلات موجهة، إلى جانب إطلاق منصات رقمية تهدف إلى مرافقة رواد الأعمال في مختلف مراحل مشاريعهم.
وقد مثّل الوفد الجزائري في القمة مجموعة من مؤسسي الشركات والمشاريع الناشئة، إلى جانب قادة حاضنات الأعمال، وجميعهم في مرحلة التوسع نحو الأسواق العالمية. وقد حظيت مشاريعهم المبتكرة باهتمام كبير من قبل المستثمرين الأجانب، ما يعكس جاذبية النموذج المقاولاتي الجزائري واستعداده للاندماج في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وقد نالت الجزائر هذا التقدير بعد تقييمات أجرتها منظمات دولية متخصصة وشبكات ريادة أعمال عالمية، اعتمدت على مؤشرات الأداء في التحفيز السياسي، والتسهيلات الإدارية، ومدى دعم الدولة للمبادرات الشبابية المبتكرة.
وتُعد القمة العالمية لريادة الأعمال (Global Entrepreneurship Congress) واحدة من أبرز الفعاليات الدولية في هذا المجال، وتُنظم سنويًا بمشاركة ممثلين عن الحكومات، والشركات الكبرى، والمؤسسات المالية، والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم. وقد احتضنت مدينة إنديانابوليس الأمريكية نسخة هذا العام، التي انطلقت في 2 جوان وتختتم فعالياتها في 5 جوان 2025، وشهدت تنظيم جلسات عمل، توقيع شراكات، وتكريم أفضل الممارسات في دعم ريادة الأعمال عالميًا.
ويأتي هذا التتويج ليعزز المسار الذي بدأت الجزائر في ترسيخه منذ سنوات، حيث سبق لها أن حققت المرتبة الأولى عالميًا سنة 2022 في عدد النشاطات المنظمة خلال أسبوع ريادة الأعمال العالمي، بإجمالي 2,187 نشاطًا، متقدمة على الولايات المتحدة الأمريكية التي سجلت آنذاك 1,057 نشاطًا. وقد اعتُبر ذلك مؤشرًا قويًا على التوسع السريع للحركية المقاولاتية في الجزائر، بفضل جهود مؤسسات مثل “ألجيريا فانتور” ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة.