أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الخميس، على لقاء نوعي مع المتعاملين الاقتصاديين بالمركز الدولي للمؤتمرات، في خطوة تعكس حرص الدولة على تحويل النجاح الكبير الذي حققته الجزائر في تنظيم معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 إلى مكسب استراتيجي دائم يرسّخ موقعها كمنصة اقتصادية إفريقية ودولية.
الرئيس تبون، الذي بدا فخورًا بما تحقق، أكد في مستهل كلمته أن “المعرض برهن أن اقتصاد البلاد يسير في الطريق الصحيح”، مشددًا على أن “الدولة القوية هي التي تمتلك اقتصادًا قويًا وجيشًا قويًا وشعبًا وطنيًا في طليعته الشباب”.
وأوضح أن هذا اللقاء يأتي بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل مع المتعاملين لترويج المنتوج الوطني، مضيفًا أن التظاهرة شكّلت فرصة ذهبية لإبراز قدرات الجزائر الصناعية والتجارية أمام إفريقيا والعالم، ولإعادة رسم صورة بلد قادر على المنافسة والإنتاج والتصدير.
واعتبر الرئيس أن النجاح الباهر الذي عرفه المعرض لم يكن صدفة، بل ثمرة كفاءات وطنية أثبتت أن الجزائر تمتلك من الإمكانات ما يجعلها قادرة على احتضان وإنجاح كبريات التظاهرات القارية، مشيرًا إلى أن الأرقام المسجلة والصفقات الموقعة تمثل مؤشرًا واضحًا على الحيوية الجديدة التي يشهدها الاقتصاد الوطني.
وأشاد رئيس الجمهورية بما وصفه بـ“التعبئة الجماعية” التي جمعت بين الدولة والمتعاملين الاقتصاديين، ودفعت الشركاء الأفارقة والدوليين إلى الانخراط في التعاون مع الجزائر بثقة متزايدة.
كما جدد الرئيس تبون تمسكه برؤية “اقتصاد متنوع وتنافسي، خالٍ من التعقيدات البيروقراطية”، مؤكدًا أن الدولة قطعت أشواطًا كبيرة في إنشاء المؤسسات المصغّرة والمتوسطة والناشئة، ما يشكل قاعدة حقيقية لبناء نسيج اقتصادي متين يفتح الطريق أمام الصادرات خارج المحروقات.
وأضاف أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتقييم الأداء الجماعي، وتثمين الجهود المبذولة لرفع حصة الجزائر في السوق الإفريقية، من خلال تحويل الاتفاقيات المبرمة إلى مشاريع فعلية على الأرض.
وفي هذا السياق، دعا رئيس الجمهورية المتعاملين الاقتصاديين إلى الوفاء بالتزاماتهم في الصفقات المبرمة خلال الطبعة الرابعة من المعرض، والعمل على رفع مستوى الفاعلية واستغلال كل الفرص الاقتصادية المتاحة داخل القارة الإفريقية.
كما توجه بشكر خاص لكل من ساهم في إنجاح الحدث الذي حظي باهتمام اقتصادي واسع داخل القارة وخارجها، مؤكدًا أن صورة الجزائر اليوم تعكس طموح أمة تسعى بثقة نحو تنمية شاملة ومتوازنة.
اللقاء جرى بحضور الوزير الأول سيفي غريب، وأعضاء من الحكومة، ومسؤولين سامين في الدولة، إلى جانب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولى، في مشهد جسّد التلاحم بين السلطات العمومية والقطاع الخاص، ضمن مسار وطني يرمي إلى جعل الاقتصاد الجزائري رافعة أساسية للسيادة الوطنية ومصدر إشعاع قارّي ودولي.