القمة الحكومية الجزائرية–الإيطالية… الرئيس تبون يطير الى روما

الحدث

يتوجه اليوم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية إيطاليا الصديقة في زيارة رسمية يترأس خلالها عن الجانب الجزائري أشغال الدورة السادسة للقمة الحكومية الجزائرية–الإيطالية الرفيعة المستوى، في محطة دبلوماسية جديدة تكتسي أهمية خاصة على الصعيدين الثنائي والإقليمي، بالنظر إلى الظرف الجيوسياسي الحساس الذي تشهده منطقة المتوسط.

وتعكس هذه الزيارة إرادة مشتركة لتعزيز أواصر الصداقة التاريخية بين الجزائر وإيطاليا، وتطوير علاقات التعاون في مجالات متعددة. ويُرتقب أن تشهد القمة توقيع أكثر من عشر اتفاقيات تشمل قطاعات حيوية، مثل الطاقة والغاز والهيدروجين الأخضر، والفلاحة والصناعات التحويلية، والتعليم العالي والتوأمة الجامعية، والرقمنة والتكنولوجيا، والنقل البحري واللوجستيات. كما ينتظر أن تُمهّد هذه الزيارة لمرحلة جديدة من الاستثمارات المتبادلة وتكثيف التنسيق الاستراتيجي بين البلدين.

وتحمل هذه الزيارة الرسمية أبعادًا سياسية لافتة في توقيت دقيق، حيث تعمل الجزائر على ترسيخ مكانتها كشريك موثوق في قضايا الطاقة والأمن والاستقرار، في وقت تتجه فيه أوروبا لإعادة تشكيل علاقاتها مع محيطها الجنوبي في ضوء التغيرات الجيوسياسية العالمية. وتمثل إيطاليا، باعتبارها واحدة من أقوى اقتصادات حوض المتوسط، بوابة أساسية للجزائر نحو فضاء أوروبي أكثر انفتاحًا وتكاملًا.

وتندرج هذه الخطوة في إطار ديناميكية دبلوماسية واسعة تنتهجها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بهدف توسيع قاعدة الشركاء الدوليين وتنويع علاقاتها الاستراتيجية، بما يعكس توجهًا نحو رسم توازن جديد مع أوروبا، انطلاقًا من تعميق الشراكة مع إيطاليا كنموذج يمكن البناء عليه مستقبلًا.