المعرض الإفريقي للتجارة يواصل زخمه: اتفاقيات، ابتكار، واستثمارات بالمليارات

المجهر معرض IATF

تتواصل، اليوم الثلاثاء، فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية 2025 بقصر المعارض بالجزائر العاصمة، ببرنامج حافل يشمل توقيع اتفاقيات شراكة واستثمار جديدة، إلى جانب زيارات لمسؤولين رسميين وأنشطة اقتصادية متعددة. هذا التنوع يعكس البعد الشمولي للمعرض الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الإفريقي وتوسيع دائرة التبادل التجاري بين الدول.

ويتميز اليوم السادس من المعرض بتنظيم “هاكاثون IATF 2025″، وهو حدث يسلط الضوء على الابتكار وريادة الأعمال من خلال تتويج الشركات الناشئة الإفريقية الفائزة، في رسالة قوية على دعم المواهب الشابة في القارة وتشجيع الحلول التكنولوجية الجديدة.

كما يتيح البرنامج فرصة للقاءات موضوعاتية تفتح نقاشات معمقة حول أهم القضايا الاقتصادية العالمية، مع تركيز خاص على مكانة إفريقيا في المعادلة الدولية، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.

إفريقيا-أمريكا وزليكاف في صلب النقاش

يتضمن برنامج هذا اليوم لقاءً مخصصاً للعلاقات الإفريقية-الأمريكية تحت شعار “تحويل التغيرات السياسية إلى فرص استراتيجية”، وهو ما يعكس أهمية البعد الجيوسياسي في بناء شراكات اقتصادية مستدامة. اللقاء يهدف إلى استكشاف فرص جديدة للتعاون بين القارة السمراء والقوة الاقتصادية العالمية الأولى.

وفي السياق ذاته، يحتضن المعرض “يوم الاتحاد الإفريقي-منطقة التجارة الحرة القارية”، الموجه لاستعراض التقدم المحقق في مسار الاندماج الاقتصادي القاري، باعتباره المشروع الاستراتيجي الأهم لتعزيز السوق الإفريقية الموحدة.

وتتضمن الأجندة كذلك إطلاق منصة القطاع الخاص لزليكاف، إلى جانب جلسة محورية حول استغلال إمكانات التجارة الرقمية لبناء إفريقيا بلا حدود، بما يبرز أهمية الرقمنة كأداة رئيسية لتسهيل المبادلات التجارية وجعل القارة أكثر تنافسية عالمياً.

حدث قاري بأبعاد استراتيجية

بالتوازي مع الجلسات الرسمية، تتواصل الأنشطة الموازية على هامش المعرض، مثل الصالون الإفريقي للسيارات، والقطب الإفريقي للبحث والابتكار (ARIH)، وفعالية الشركات الناشئة للشباب الإفريقي، إضافة إلى منتدى “رواد إفريقيا الإبداعية” (CANEX) والمعرض التجاري، فضلاً عن لقاءات ثنائية مباشرة بين رجال الأعمال والمستثمرين.

وتنعقد هذه الطبعة تحت شعار “جسور نحو فرص جديدة”، بمشاركة وفود من 140 دولة وأكثر من 2000 مؤسسة إفريقية ودولية، من بينها نحو 200 مؤسسة جزائرية، وهو ما يبرز الدور المحوري للجزائر في دعم التكامل القاري وترسيخ مكانتها كبوابة اقتصادية نحو إفريقيا.

ويُرتقب أن يستقطب الحدث نحو 35 ألف زائر مهني، وأن يسفر عن إبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية تفوق قيمتها 44 مليار دولار، ما يجعله أحد أبرز المواعيد الاقتصادية الإفريقية لهذه السنة، ورسالة واضحة بأن إفريقيا تسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل اقتصادي أكثر تكاملاً وانفتاحاً على العالم.