المفوضية الأوروبية تمنح الضوء الأخضر لمشروع “ميدلينك” لربط الجزائر بإيطاليا كهربائيا

الحدث

منحت المفوضية الأوروبية موافقتها الرسمية على مشروع “ميدلينك” الاستراتيجي لنقل الكهرباء من الجزائر نحو إيطاليا ومنها إلى عمق القارة الأوروبية، حيث تم إدراجه ضمن قائمة المشاريع ذات البعد العابر للحدود المؤهلة للتمويل ضمن “آلية ربط أوروبا”. وقد جاء هذا القرار في مرسوم تفويضي صادر عن المفوضية بتاريخ الأول من أوت 2025، وأكد إدراج المشروع ضمن قائمة تضم 13 مشروعًا في مجال الطاقات المتجددة ستحظى بدعم أوروبي مالي وفني، سواء في مرحلة الدراسات أو تنفيذ الأشغال.

يمثل “ميدلينك” ثمرة تعاون طاقوي جزائري إيطالي متين، تمت الإشارة إليه خلال القمة الثنائية الأخيرة في العاصمة روما، ويهدف المشروع إلى تلبية جزء من الطلب الأوروبي المتزايد على الكهرباء النظيفة. وسيشمل تطوير قدرة إنتاجية تبلغ 10 جيغاواط من مصادر متجددة، أغلبها على الأراضي الجزائرية، مع إنتاج سنوي يصل إلى 30 تيراواط/ساعة. ومن هذا الإنتاج، سيتم تصدير 4 جيغاواط نحو شمال إيطاليا عبر كابل كهربائي بحري، بينما يخصص جزء منه لتغطية الاستهلاك المحلي.

ويأتي هذا المشروع في سياق تحولات جيوسياسية عميقة، دفعت أوروبا إلى إعادة النظر في خياراتها الطاقوية، خاصة بعد الأزمات المرتبطة بسوق الغاز، مما يعزز من أهمية “ميدلينك” باعتباره مشروعًا واعدًا في تأمين طاقة نظيفة ومستقرة للقارة العجوز.

إدراج المشروع ضمن “آلية ربط أوروبا” يفتح أمامه آفاقًا جديدة للتمويل والدعم الأوروبي، ما يسرّع من دخوله المرحلة التنفيذية، ويكرّس موقع الجزائر كمحور طاقوي رئيسي في المنطقة المتوسطية، ليس فقط في مجال الغاز، بل أيضًا في الكهرباء المتجددة.

خطوة نوعية تعزز مكانة الجزائر في خارطة الطاقة النظيفة

يمثل “ميدلينك” نقلة نوعية في رؤية الجزائر نحو تنويع صادراتها الطاقوية، والتوجه بجدية نحو الطاقات المتجددة كمجال استراتيجي. إدراجه ضمن المشاريع المدعومة أوروبيًا يؤكد نجاعة المقاربة الجزائرية في الاستثمار الطاقوي المستقبلي، ويعطي دفعة قوية لمساعي البلاد في التحول الطاقوي والتصدير نحو أسواق جديدة.

الجدير بالذكر أن القائمة الأوروبية المحدثة ضمّت إلى جانب “ميدلينك” مشاريع أخرى، منها حقول رياح بحرية مشتركة بين دول البلطيق، ومشاريع تدفئة بيئية تربط ألمانيا وبولندا، إضافة إلى دراسة تقنية لاستغلال الطاقات البحرية بين البرتغال ولوكسمبورغ، ما يعكس مكانة المشروع الجزائري ضمن نخبة المبادرات الطاقوية الاستراتيجية في أوروبا.

ومع انتظار إطلاق دعوة أوروبية لتقديم مقترحات التمويل خلال الأسابيع المقبلة، تتجه الأنظار نحو المرحلة المقبلة من تنفيذ المشروع، وسط رهانات كبيرة على دوره في تعزيز الشراكة الجزائرية الأوروبية، وترسيخ صورة الجزائر كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة في محيطها الإقليمي والدولي.