الموانئ الجزائرية تجذب الاستثمارات الإيطالية.. ومشروع الحمدانية يفتح آفاقًا جديدة

الحدث

تلقى مشروع ميناء الحمدانية الجديد اهتمامًا واسعًا لدى الشركات الإيطالية المتخصصة في الأشغال العامة، حيث يُنظر إليه كفرصة استثمارية كبرى لبناء أكبر ميناء تجاري في شمال إفريقيا. كما أثارت توسعة ميناء جن جن الذي أُنجز في ثمانينيات القرن الماضي اهتمام هذه الشركات، في ظل سعي الجزائر لتعزيز قدراتها المينائية وتحسين الحركية التجارية مع دول المنطقة.

في هذا الإطار، أشارت تقارير إعلامية إيطالية إلى أن الجزائر تخطط لإنجاز هذا المشروع الضخم بالقرب من مدينة شرشال، على بعد 70 كيلومترًا غرب العاصمة، بقيمة تفوق 5 مليارات دولار. المشروع، الذي يندرج ضمن استراتيجية تطوير البنية التحتية للموانئ، من المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في مجال الشحن البحري ونقل البضائع، مما يجعله محورًا استراتيجيًا للتجارة الإقليمية.

ووفقًا لما تم تداوله، أبدت شركة “كوندوثي” الإيطالية للأشغال العامة رغبتها في المساهمة في أعمال بناء هذا الميناء، مستفيدة من علاقاتها المتينة مع شركة كوسيدار الجزائرية وشراكتها مع الشركة الصينية CRCCI. المشروع الجديد سيضم 25 رصيفًا بحريًا، مما سيمكنه من معالجة حوالي 25.7 مليون طن من البضائع سنويًا، إضافة إلى استيعاب حجم كبير من الحاويات، مما يجعله الأكثر أهمية في المنطقة.

من جانبه، صرح أحد مسؤولي “كوندوثي” أن الجزائر تُعد جزءًا من الدول الإفريقية المستهدفة ضمن مبادرة “ماتاي” للحكومة الإيطالية، وهو ما يفتح الباب أمامها للاستفادة من تخفيضات في معدلات الفائدة الموجهة لتمويل مشاريع البنية التحتية، عبر عدة مؤسسات مالية إيطالية، مثل صندوق الودائع والقروض الذي يُعد الذراع المالي للحكومة الإيطالية.

كما اعتبر المسؤول ذاته أن هذه التسهيلات المالية ضرورية لدعم مشاركة “كوندوثي” في المناقصات الكبرى التي أطلقتها الجزائر، بما في ذلك مشروع توسعة ميناء جن جن بولاية جيجل. وأكد أن السلطات الجزائرية منفتحة دائمًا على الحوار مع المستثمرين والشركات الأجنبية، وهو ما يعزز فرص التعاون في مشاريع البنية التحتية.

جدير بالذكر أن “كوندوثي” سبق وأن أشرفت على إنجاز ميناء جن جن خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتواصل حاليًا تنفيذ مشاريع كبرى في الجزائر، من بينها خط السكة الحديدية عالية السرعة بين وادي تليلات بوهران وتلمسان، إضافة إلى الطريق السيار الاجتنابي الجنوبي الرابط بين عين الدفلى وبرج بوعريريج، بتكلفة تقارب 2 مليار يورو، مع تشغيل حوالي 1000 عامل.

وبخصوص تقدم أشغال خط السكة الحديدية المزدوج عالي السرعة بين تلمسان ووادي تليلات، فقد بلغت نسبة الإنجاز 80%، حيث ستصل سرعة القطارات إلى 220 كيلومترًا في الساعة. يشمل المشروع بناء 17 كيلومترًا من الجسور، بالإضافة إلى نفقين طبيعي واصطناعي ومحطة قطارات متطورة، مع إدراج أحدث التقنيات في مجال النقل السككي، بتكلفة إجمالية تقدر بـ1.2 مليار يورو.