حافظت الجزائر على موقعها كأحد أبرز المزوّدين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي بالغاز عبر الأنابيب، بعدما تمكنت من رفع صادراتها بنسبة 2% خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2025، في وقت تراجعت فيه واردات أوروبا الإجمالية عبر الأنابيب بأكثر من 9% مقارنة بالسنة الماضية. وبذلك، احتلت الجزائر المرتبة الثانية بحصّة بلغت 20% في أوت، متفوقة على روسيا وأذربيجان وليبيا، فيما واصلت النرويج الصدارة بنسبة 60%.
وأظهر تقرير حديث لوحدة أبحاث الطاقة أن واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تراجعت في أوت 2025 بنسبة 5% على أساس سنوي، لتسجل 12.4 مليار متر مكعب مقابل 13 مليارًا في الفترة نفسها من 2024. هذا الانخفاض يعود أساسًا إلى انتهاء اتفاقية عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا نهاية 2024، ما حرم أوروبا من نحو 15 مليار متر مكعب سنويًا.
وبحسب المعطيات ذاتها، بلغ إجمالي واردات الغاز الأوروبي عبر الأنابيب منذ بداية السنة 96 مليار متر مكعب مقابل 106 مليارات العام الماضي، أي أقل بـ48% من مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية. ولتعويض هذا النقص، لجأت الدول الأوروبية إلى تعزيز واردات الغاز المسال بنسبة 27% لتصل إلى 85 مليون طن (115.7 مليار متر مكعب)، تصدرت فرنسا قائمة المستوردين منه بحوالي 15.4 مليون طن، تلتها إسبانيا بـ11 مليونًا ثم هولندا بـ10.97 مليون طن.
على صعيد الدول المستوردة عبر الأنابيب، استحوذت ألمانيا على الحصة الأكبر بـ23% أي ما يعادل 22 مليار متر مكعب، مسجلة زيادة بـ7% على أساس سنوي، بينما تراجعت التدفقات نحو إيطاليا لتبلغ 14 مليار متر مكعب منذ بداية العام. كما ارتفعت الإمدادات نحو بلغاريا لتصل إلى 11 مليار متر مكعب، في حين شهدت هولندا وفرنسا واليونان وإيطاليا انخفاضًا إجماليًا قدره 3.3 مليار متر مكعب.
أما روسيا، فقد سجلت صادراتها عبر خط ترك ستريم ارتفاعًا بـ7%، في وقت تراجعت فيه إمدادات النرويج وأذربيجان وليبيا. كما انخفضت تدفقات الغاز المسال المعاد تغويزه من المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي إلى 5.1 مليار متر مكعب، بفعل زيادة الاعتماد على الغاز المسال المباشر.