انطلاقة قوية.. الجزائر توقع 8 عقود غازية كبرى وتستعد لجولة عروض جديدة

طاقة ومناجم

وقّعت الجزائر ثمانية عقود غازية جديدة مع كبرى الشركات الدولية، ضمن جولة العروض (BID Round 2024) التي كشفت عن عودة قوية للبلاد إلى ساحة الاستثمارات الطاقوية العالمية.

هذه الاتفاقيات التي وُقّعت خلال الأشهر السبعة الأخيرة، تمثل رهانا استراتيجيًا لتأمين موارد جديدة وتثمين الحقول قيد الإنتاج، في وقت تستعد فيه الجزائر لإطلاق جولة جديدة من العروض الدولية مطلع 2025.

ومن بين هذه العقود، عقد بصيغة “مشاركة” مع شركة SINOPEC International Energy Investment Holdings Limited لاستغلال رقعة “قرن القصة 2” الواقعة بين بشار وبني عباس والبيض وتيميمون، في حين جرى توقيع عقد آخر بصيغة “تقاسم الإنتاج” مع شركة Zhongman Petroleum and Natural Gas Group (ZPEC) يخص رقعة “زرافة 2” التي تمتد عبر ولايات أدرار والمنيعة وعين صالح وتيميمون.

أما رقعة “أهارا” بإليزي، فقد كانت موضوع اتفاقية “تقاسم إنتاج” مع شركتي QatarEnergy International E&P LLC وTotalEnergies EP Algérie، بينما تم توقيع عقد مماثل بصيغة “تقاسم الإنتاج” يخص رقعة “رقان 2” في ولاية أدرار مع شركتي PTTEP Algeria Company Limited وEni Algeria Exploration B.V.

وبالنسبة لرقعة “توال 2” الواقعة بين ورقلة وإليزي، فقد شملتها اتفاقية بصيغة “مشاركة” مع شركتي ZANGAS Hoch-und Tiefbau GmbH وشريك آخر ضمن البرنامج الطاقوي الجديد، في خطوة تؤكد عمق الانفتاح الاستثماري للجزائر على مختلف الشركاء الدوليين.

وتُعد هذه العقود ثمرة سياسة انفتاح مدروسة انتهجتها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “إل نفط” بالتعاون مع مجمع “سوناطراك”، حيث سمحت باسترجاع احتياطات تقدر بأكثر من 400 مليار متر مكعب من الغاز، بمعدل سنوي يقارب 20 مليار متر مكعب.

وتستهدف هذه المشاريع توسيع رقعة الاستكشاف وتحسين مردودية الحقول، مع التركيز على إدماج التقنيات الحديثة لتقليص التكاليف وزيادة الكفاءة الإنتاجية.

النتائج المحققة فتحت شهية المستثمرين الدوليين، إذ شرعت الوكالة في التحضير لإطلاق جولة عروض جديدة خلال سنة 2025، ستُطرح فيها خمسة كتل استكشافية جديدة أمام الشركات العالمية.

ويُرتقب أن تجذب الجولة المقبلة اهتمامًا متزايدًا من كبرى المؤسسات الطاقوية، في ظل المؤشرات الإيجابية التي حققها السوق الجزائري خلال العامين الأخيرين، خاصة مع استقراره القانوني وتسهيلات الاستثمار التي أقرتها الحكومة.

ويؤشر هذا الحراك الاستثماري على مرحلة جديدة من الديناميكية الطاقوية في الجزائر، حيث تسعى السلطات إلى تحقيق توازن بين تطوير الحقول الحالية واستكشاف مكامن جديدة، في أفق جعل البلاد مركزًا إقليميًا لتزويد الأسواق بالغاز.

كما تمثل العقود الموقعة خطوة حقيقية نحو تعزيز الإنتاج الوطني، وتحسين عائدات التصدير، وترسيخ موقع الجزائر كلاعب محوري في أمن الطاقة العالمي.