فازت شركة صينية تابعة لمجموعة الهندسة الكيميائية الوطنية الصينية بعقود تصميم وتنفيذ مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في ناميبيا، في خطوة تعكس تطلعات هذا البلد الإفريقي إلى أن يصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، مستفيدًا من إمكاناته الواسعة في مصادر الطاقة المتجددة.
العقود أُبرمت مع شركة “هايفن هيدروجين إنرجي”، وهي مشروع مشترك بين شركتين أوروبيتين، وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 10 مليارات دولار، حيث يهدف إلى إنتاج نحو 2.4 مليون طن من الأمونيا سنويًا، بالاعتماد على قدرة طاقوية متجددة تصل إلى 3 غيغاواط، ما يجعله مرشحًا ليكون أكبر منشأة لإنتاج الأمونيا الخضراء في العالم.
المشروع حظي بدعم قوي من الحكومة الناميبية، التي تعتبر الهيدروجين الأخضر ركيزة لتنميتها الوطنية، وتسعى من خلاله إلى تعزيز عائداتها التصديرية وتحفيز النمو الصناعي. وفي هذا السياق، عبّر الرئيس التنفيذي لشركة “هايفن”، ماركو رافينيتي، عن أهمية المشروع قائلاً إنه يحمل قيمة اقتصادية كبرى ويعدّ نقطة تحول لمستقبل البلاد.
ويمثّل هذا التعاون أحد النماذج الحديثة للتكامل بين الشركاء الدوليين، إذ ستقود الشركة الصينية – المعروفة بخبرتها في تنفيذ مشاريع البتروكيماويات والغاز والطاقة – أعمال التصميم والبناء. وقد أكد رئيس مجلس إدارة شركة “تشاينا سيفن كيميكالز”، لونغهاي، أن المشروع سيعزز الشراكة مع “هايفن”، ويُعطي الأولوية للمزايا التكنولوجية والتنفيذ السلس في إطار مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
من جانبها، كشفت شركة “هايفن” أن الحكومة الناميبية استحوذت على نسبة 24% من أسهمها نهاية عام 2024، ما يعكس التزامًا رسميًا واضحًا بتطوير هذا المشروع العملاق، الذي يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويُرتقب أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق الحياد الكربوني وتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة.