تحوّل استراتيجي في غار جبيلات.. استرجاع يتجاوز 85% ووحدة جديدة ترفع نقاء الحديد الجزائري

صناعة

تستعد الجزائر خلال العام المقبل لاستلام وحدة تحويل جديدة لخام الحديد تمثل مرحلة متقدمة في مشروع تطوير منجم غار جبيلات، إذ تُشرف عليها شركة “فِرال” التابعة لمجمع سونارام بالشراكة مع الشركة التركية “توسيالي”.

وتهدف هذه الوحدة إلى إنتاج مركز حديد عالي الجودة بنسبة نقاء تصل إلى 63%، مع خفض نسبة الفوسفور بشكل كبير، وهي خطوة أساسية قبل مرحلة إنتاج المادة نصف النهائية الموجهة إلى مجمع توسيالي بوهران.

ويمثل هذا المشروع امتدادا لجهود الجزائر في التحول من تصدير المواد الخام إلى تصنيعها محليًا وفقًا للمعايير الدولية، بما يضمن خلق قيمة مضافة حقيقية في سلسلة الصناعة الحديدية.

كما يُتوقع أن تُسهم هذه الوحدة في رفع تنافسية الحديد الجزائري في الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز مسار البلاد نحو بناء قاعدة صناعية متكاملة قادرة على تلبية احتياجات السوق الوطنية والتصدير في آن واحد.

وتأتي هذه الخطوة بعد التقدّم الكبير المسجّل في الوحدة الأولى للمعالجة الأولية التي بلغت نسبة إنجازها مراحل متقدمة، وتتميز بتقنيات حديثة تسمح بتحقيق نسبة استرجاع تفوق 85% من خام الحديد، ما يعكس التحول النوعي الذي تعرفه الصناعة المنجمية الوطنية في مجال التكنولوجيا والكفاءة الإنتاجية.

ويمثل إنجاز الوحدتين معًا قفزة صناعية كبرى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الحديد وتثمين الثروات الوطنية بدل تصديرها خامًا، إذ يُنتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في منظومة التحويل المنجمي بالجزائر، ويرسخ حضورها كقوة واعدة في صناعة الحديد والصلب إقليميًا ودوليًا.