تتجه الأنظار نحو ولاية النعامة، حيث يجري العمل على إطلاق الوحدة الثالثة لمشروع غار جبيلات والتي يُنتظر أن تتحول إلى أحد أهم أقطاب إنتاج كريات الحديد في إفريقيا، بطاقة ضخمة قد تصل إلى 6 ملايين طن سنويًا، ما يجعلها حلقة محورية في المنظومة الصناعية الجديدة التي تبنيها الجزائر في مجال المناجم والحديد.
تمثل هذه الوحدة مرحلة متقدمة في سلسلة إنتاج المشروع، إذ لا تقتصر على معالجة الخام فحسب، بل تهدف إلى إنتاج مادة ذات قيمة مضافة عالية مطلوبة بقوة في الأسواق العالمية، وخاصة مصانع الحديد والصلب التي تعتمد على الكريات كمدخل إنتاج أساسي.
ويُعد هذا التحول نقلة نوعية في استراتيجية الجزائر الرامية إلى الانتقال من التصدير الأولي للخام إلى تصنيع مواد نصف مصنّعة أكثر مردودية.
وتشير المعطيات إلى أن الوحدة الثالثة ستعتمد على شراكات صناعية قوية تجمع الشركة الوطنية للحديد والصلب “فيرال” ومجمع “طوسيالي”، إلى جانب إدماج تكنولوجيات متطورة في مجال تركيز الخام ورفع الجودة.
كما سيُدعم المشروع بخبرات هندسية وتقنية تسمح بتحسين نسب التحويل وتحقيق أعلى مستويات الفعالية الصناعية.
وينتظر أن تحصل الوحدة الثالثة على الضوء الأخضر النهائي من مجلس الوزراء بعد استكمال الملفات التقنية والمالية، خاصة وأن هذا المشروع الاستراتيجي يتطلب تعبئة تمويلات معتبرة، سواء عبر استثمارات مباشرة أو صيغ شراكة موجهة لرفع القدرة الإنتاجية.
وفي حال اعتمادها رسميا، ستشكّل وحدة النعامة نقطة انطلاقة جديدة في تقليص واردات الجزائر من الحديد وفتح الباب أمام دخول منتجاتها نحو أسواق خارجية.
وتراهن الحكومة على أن دخول هذه الوحدة مرحلة الإنجاز ثم الإنتاج سيُحدث تحوّلًا جذريًا في الاقتصاد المحلي للنعامة، من خلال خلق مناصب شغل جديدة، وإنشاء شبكة مؤسسات مناولة، وتحويل المنطقة إلى بوابة صناعية مرتبطة بمشروع وطني ضخم قد يعيد رسم خريطة الصناعة الثقيلة في الجزائر.



