في لقاء جمع دبلوماسيين وخبراء جزائريين بمقر سفارة الصين بالجزائر، تم تسليط الضوء على آفاق التعاون بين الجزائر والصين، ودور هذا التعاون في إطار الشراكة الإفريقية الواسعة التي تقودها بكين.
وركز اللقاء، الذي قاده القائم بالأعمال الصيني تشاو بينغشنغ، على التطورات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية التي تشكل قاعدة الشراكة الثلاثية بين الجزائر والصين وإفريقيا.
شهد اللقاء تأكيداً على متانة العلاقات الجزائرية – الصينية، حيث وصفها الدبلوماسي الصيني بأنها “صداقة صادقة” تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأبرز تشاو رغبة بلاده في ربط الخطة الخمسية الصينية الجديدة بمسار التنمية الوطني في الجزائر، بما يشمل تطوير القطاعات التقليدية واستكشاف مجالات تعاون جديدة ذات قيمة مضافة.
كما تسعى الصين، وفق ما أكده القائم بالأعمال، إلى تعزيز التنسيق الاقتصادي مع الجزائر من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، التي تمثل منصة رئيسية لدعم مشاريع البنية التحتية وتعميق التعاون التجاري والصناعي، مع هدف مشترك يتمثل في تسريع التصنيع وتنويع الاقتصاد الجزائري.
ووسع اللقاء النقاش ليشمل التعاون الصيني – الإفريقي، حيث أشار المتحدث إلى أن الصين حافظت خلال 16 سنة متتالية على صدارة الشركاء التجاريين للقارة، بعدما بلغ حجم المبادلات التجارية سنة 2024 ما قيمته 295.6 مليار دولار. وشهدت صادرات الصين نحو إفريقيا — ومنها السيارات الكهربائية والبطاريات والمنتجات الفوتوفولطية — نمواً لافتاً يعكس التحول نحو قطاعات مستقبلية.
وفي سياق دعم الاندماج الاقتصادي للقارة، ذكّر تشاو بإعلان الرئيس الصيني شي جينبينغ عن إعفاء جمركي شامل يشمل 53 دولة إفريقية، وهي خطوة ترمي إلى تعزيز التبادل التجاري وتقوية الشراكات الاقتصادية.
كما أبرز الطفرة الكبيرة في مشاريع البنية التحتية التي أنجزتها الصين في إفريقيا، من طرق وسكك وموانئ وجسور، في إطار منتدى التعاون الصيني – الإفريقي (FOCAC).
وتوقف اللقاء عند البعد البيئي في التعاون الصيني – الجزائري – الإفريقي، حيث قدم الدبلوماسي أمثلة عن مشاريع صينية تراعي المعايير البيئية، على غرار تعديل مسار الطريق السريع شمال – جنوب في الجزائر حفاظاً على المحيط الطبيعي، إلى جانب مشروع محطة بشار الفوتوفولطية التي تنتج 330 مليون كيلواط/ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، وتُقلّل الانبعاثات بما يعادل غرس 770 ألف شجرة.
وفي ختام النقاش، شدد تشاو بينغشنغ على أن التعاون مع الجزائر وإفريقيا يدخل “مرحلة جديدة” قوامها الاستدامة والابتكار والتكامل الاقتصادي، مؤكداً أن الشراكة الثلاثية باتت تتجه نحو مشاريع أكثر عمقاً وتأثيراً، ضمن رؤية مستقبلية تتوافق مع تطلعات التنمية لدى الجانبين.



