منحت المفوضية الأوروبية موافقتها الرسمية على مشروع “ميدجن” (Medgen) الذي يهدف إلى إنشاء خط استراتيجي للربط الكهربائي يربط الجزائر بإيطاليا عبر الأراضي التونسية، في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة للتعاون الإقليمي في مجال الطاقات المتجددة.
المشروع تقوده الشركة الإيطالية “Zhero”، ويُنتظر أن يدخل حيز الخدمة في حدود عام 2030، ليشكل أحد أبرز المشاريع الطموحة لتعزيز أمن الطاقة في القارة الأوروبية.
ويُعد هذا الربط الكهربائي من أبرز المبادرات التي تستهدف نقل الكهرباء المولدة من مصادر نظيفة في الجزائر نحو السوق الأوروبية، وهو ما يمنح المشروع بعدًا استراتيجيًا مزدوجًا، حيث يعزز موقع الجزائر كفاعل رئيسي في مجال الطاقات المتجددة، وفي الوقت نفسه يوفر لإيطاليا ولعدد من دول الاتحاد الأوروبي بدائل إضافية لتأمين حاجياتها من الكهرباء في ظل التحولات العالمية نحو تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.
كما أن المشروع يتماشى مع رؤية الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق الاعتماد على الطاقة النظيفة، إذ يتوقع أن يمتد في مراحل لاحقة ليشمل دولًا أوروبية أخرى مثل النمسا وألمانيا وسويسرا، ما يجعله مشروعًا إقليميًا بامتياز تتداخل فيه الأبعاد الاقتصادية والبيئية والسياسية.
ومن شأن هذا التوسع أن يساهم في تنويع مصادر التزود الأوروبي بالطاقة، بما يضمن استقرارًا أكبر للأسواق ويعزز أمن الإمدادات.
القرار الأوروبي بالموافقة على المشروع يكتسي أهمية خاصة، لأنه يأتي في ظرف عالمي يتسم بتقلبات كبيرة في أسواق الطاقة، ويمنح الجزائر وتونس وإيطاليا فرصة استراتيجية لإرساء تعاون طويل الأمد يقوم على الاستفادة من موقع المنطقة كحلقة وصل طبيعية بين إفريقيا وأوروبا.
كما أن هذا النوع من المشاريع يعكس بوضوح التوجه الجديد الذي يفرض نفسه على الساحة الدولية، وهو بناء شراكات قائمة على الطاقات المتجددة والموارد المستدامة كخيار لا رجعة فيه لمستقبل أكثر أمانا بيئيا واقتصاديا.
