تستعد الجزائر لدخول شهر ديسمبر وهي تضع الصناعة في صدارة أولوياتها، مع افتتاح سلسلة من الصالونات المتخصصة التي تجعل من قصر المعارض بالصنوبر البحري منصة استراتيجية لعرض ملامح التحول الصناعي الجديد. فإطلاق “صناعة إكسبو 2025”، إلى جانب “سيكورا الجزائر” و“أومباك الجزائر”، لا يبدو مجرد تظاهرات تقنية بحتة، بل هو جزء من مسار أوسع تسعى من خلاله الدولة إلى تمتين قاعدة الإنتاج وتشجيع الابتكار وتعزيز تنافسية المؤسسات الوطنية في سياق اقتصادي يتطلب مزيدًا من التنويع والانفتاح على الشراكات.
يمثل صالون “صناعة إكسبو 2025” المحطة الأبرز ضمن هذا الحراك، بمشاركة أكثر من 300 عارض وطني وأجنبي يعكسون ديناميكية السوق ورغبة الفاعلين في الاستثمار في سلسلة القيم الصناعية.
ومن خلال ما سيعرض من حلول في مجالات الهندسة والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية والمناولة، يتيح الحدث للمؤسسات الجزائرية فرصة للاطلاع على أحدث الممارسات التقنية التي يمكن أن ترفع من قدراتها الإنتاجية وتدعم انتقالها نحو صناعة أكثر تنافسية.
ويتقاطع هذا الموعد مع التوجه العام للدولة إلى جعل الصناعة محركًا للتنويع الاقتصادي، عبر تشجيع الإنتاج المحلي وتطوير بيئة الأعمال وتعزيز الابتكار.
وتؤكد الجهة المنظمة أن “صناعة إكسبو 2025” سيكون فضاءً لتوسيع الشراكات وربط المؤسسات الوطنية بالمتعاملين الدوليين، في وقت تحتاج فيه الصناعة الجزائرية إلى فرص أكبر للاندماج في سلاسل التوريد العالمية، بما يمنحها قدرة على التوسع والنمو خارج الحدود.
وفي السياق نفسه، يبرز صالون “سيكورا الجزائر” كواجهة مكمّلة، إذ يجمع 103 عارض في مجالات الأمن الصناعي والوقاية من الحرائق والأمن السيبراني.
وتزداد أهمية هذا الجانب بالنظر إلى الوتيرة المتصاعدة لرقمنة المؤسسات الجزائرية وتحولها نحو أنظمة أكثر تعقيدًا، ما يجعل حماية المنشآت والمعلومات ضرورة حيوية لضمان استمرارية التطور الصناعي وتحقيق معايير السلامة المطلوبة.
كما يشكل صالون “أومباك الجزائر” المخصص للتغليف والتوضيب والطباعة والتصميم الصناعي حلقة أساسية في مسار تحسين قدرة المؤسسات الوطنية على التصدير. فمع توجه عدد متزايد من الشركات نحو الأسواق الخارجية، تصبح الاستجابة للمعايير الدولية المتعلقة بالتتبع وحفظ المنتجات وجودة العرض مطلبًا لا غنى عنه، وهو ما يمنح هذا الصالون دورًا مهمًا في مرافقة المؤسسات نحو مستويات أعلى من الجاهزية التجارية.
ويزامن كل ذلك برنامج واسع من المحاضرات والورشات واللقاءات الثنائية التي تجمع خبراء ومؤسسات وجامعيين، ما يمنح الصالونات الثلاثة بعدًا معرفيًا ومهنيًا إضافيًا. فهذه الفضاءات التفاعلية تتيح تبادل الخبرات وفهم التحولات العالمية في الصناعة، وتساعد الفاعلين على بناء رؤية أوضح لمستقبل القطاع، بما يضمن مواكبة التغيرات وتثبيت مكانة الصناعة الجزائرية في خريطة المنافسة الدولية.



