تسعى مجموعة يقودها رجل الأعمال العربي ناصف ساويرس إلى تنفيذ واحد من أضخم الاستثمارات في تاريخ البنية التحتية بالولايات المتحدة، مع خطط لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار خلال العقد المقبل في مشروعات استراتيجية تشمل المطارات، وشبكات الطاقة والمياه، ومراكز البيانات. وتأتي هذه الخطوة عبر اندماج محتمل بين شركتي “أو سي أي غلوبال” و”أوراسكوم كونستراكشون”، في إطار خطة لتأسيس كيان موحد مقره أبوظبي يركز على الاستثمار والتنفيذ في مشاريع البنية التحتية عالمياً.
وبحسب بيان مشترك للشركتين، فإن الاندماج سيجمع بين خبرة “أو سي أي غلوبال” في الاستثمار والصفقات الدولية، وقدرات “أوراسكوم كونستراكشون” التنفيذية التي تدير مشاريع تفوق قيمتها 14 مليار دولار حالياً. ومن المنتظر أن يتيح هذا الكيان منصة متكاملة للتمويل والتشغيل والصيانة، مع خطط للتوسع في أسواق رئيسية تشمل الولايات المتحدة، الخليج، مصر، وأوروبا.
ساويرس أوضح في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز أن البنية التحتية تمثل “الفرصة الأكبر في المرحلة المقبلة”، مؤكداً أن الكيان الجديد سيعيد تركيز أعمال المجموعة بالكامل نحو هذا المجال الحيوي. ويخطط ساويرس لإدراج الشركة الجديدة في سوق أبوظبي المالي العالمي، مقابل شطب إدراج “أو سي أي” من بورصة يورونكست أمستردام، على أن تحدد نسب تبادل الأسهم بعد استكمال التقييم المالي.
وتعكس هذه الخطوة امتداداً لإرث عائلة ساويرس في قطاعات الإنشاءات والكيماويات منذ خمسينيات القرن الماضي، مع نجاحات مالية بارزة تجاوزت 22 مليار دولار منذ نهاية التسعينيات. ويأتي الاندماج في وقت اختار فيه ساويرس تحويل مقره الضريبي إلى أبوظبي وإيطاليا، بعيداً عن المملكة المتحدة بعد تغييرات في نظامها الضريبي.
وإلى جانب طموحه في تأسيس كيان عالمي مستقل للبنية التحتية، يحتفظ ساويرس بمحفظة متنوعة من الاستثمارات تشمل حصصاً في شركة الملابس الرياضية الألمانية “أديداس”، وكذلك في شركة “ماديسون سكوير غاردن سبورتس” الأميركية المالكة لفريقي “نيويورك نيكس” لكرة السلة و”نيويورك رينجرز” للهوكي. هذه الخطوة تؤكد سعيه إلى توسيع نفوذه الاقتصادي عالمياً من خلال مشاريع طويلة الأمد ذات تأثير مباشر على الاقتصاد والمجتمعات.
