القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز ... الجزائر جاهزة

روسيا أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا…….فهل ستتمكن أوروبا من التخلي عنه؟

اقتصاد العالم

سجلت أسعار الغاز ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في أوروبا بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما استدعى تحرك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في الإتحاد الأوروبي حيال ذلك بإعلان عقوبات إقتصادية على موسكو من جهة وتصريحات أوروبية بتنويع مصادر الطاقة في أوروبا من جهة أخرى، في الوقت الذي قالت فيه شركة ” غازبروم” الروسية أن إمداداتها من الغاز نحو أوروبا لاتزال متواصلة.

 أوروبا تعتمد على 40 بالمائة من الغاز الطبيعي الروسي

تعتمد أوروبا على روسيا بنحو 40% من الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب، منها يامال-أوروبا الذي يعبر روسيا البيضاء وبولندا إلى ألمانيا، ونورد ستريم 1 الذي يذهب مباشرة إلى ألمانيا مروراً بأوكرانيا.

وترتبط أسواق الغاز في أوروبا بشبكة من خطوط الأنابيب. فبحلول العام الماضي 2021، صارت أوكرانيا إلى حد بعيد ممر عبور للغاز المتجه إلى سلوفاكيا ومنها إلى النمسا وإيطاليا.

وفي عام 2013، شكلت الواردات الروسية حوالي 27٪ من استخدام الغاز في الاتحاد الأوروبي، لا تزال أوروبا تعتمد على الغاز الروسي أكثر من أي وقت مضى، حيث يتم الآن نقل 38٪ من إمدادات الإتحاد الأوروبي من البلاد.

روسيا في مقدمة الدول الأعلى بصادرات الغاز الطبيعي

ووفقًا للنشرة الإحصائية السنوية لمنظمة أوبك، تصدرت روسيا قائمة الدول الأعلى بمخزون الغاز الطبيعي لعام 2020، لتصل حجم احتياطياتها إلى 48.9 تريليون متر مكعب. وجاءت روسيا في المقدمة في قائمة الدول الأعلى بصادرات الغاز الطبيعي ليصل حجم صادراتها لعام 2020 إلى 199.9 مليار متر مكعب.

وبعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن الإتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات على موسكو شملت قطاعات إقتصادية ، وفي هذا الشأن،قال محللون بمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة عن احتمال أن تعلق روسيا هي الأخرى مبيعات الغاز لأوروبا رداً على العقوبات أو أن يتسبب الصراع العسكري في أضرار بأحد خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا لنقل الغاز إلى أوروبا.

محلل إقتصادي ل “سهم ميديا”: أوروبا تتخذ احتياطاتها من توريد الغاز الروسي بعد الأزمة الروسية الأوكرانية

وبخصوص إمكانية أن تتخلى أوروبا عن الغاز الروسي، أوضح المحلل الإقتصادي بلال عوالي في تصريح خص به موقع “سهم ميديا” أن الدول الأوروبية متخوفة وتعمل على أخذ احتياطاتها من توريد الغاز الروسي، متوقعا بحثها عن عقود آجلة أخرى غير روسيا لتلبية طلب احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

هذا وكانت وزارة الإقتصاد الفرنسية  قد دعت إلى ضرورة تنويع مصادر الطاقة في دول الإتحاد الأوروبي، بالمقابل لايزال الإتحاد الأوروبي يعتمد في غازه على روسيا.

ويرغب الاتحاد الأوروبي في مطالبة الدول بأن يكون لديها ما يكفي من مخزون الغاز الطبيعي قبل كل شتاء للمساعدة في تعزيز المخزونات والتعامل مع اضطرابات الإمدادات، وفقا لما نقلته وكالة ” رويترز” للأنباء.

قطر:ليس لدى أي دولة في العالم القدرة على تعويض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا

وفي سياق ذي صلة، قالت قطر أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم،أنه ليس لديها، أو لدى أي دولة أخرى، القدرة على تعويض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا من الغاز الطبيعي المسال لأن معظم الكميات مرتبطة بعقود طويلة الأجل.

للإشارة فقد أوفت روسيا إلى حد الآن بالتزاماتها التعاقدية مع العملاء الأوروبيين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، لكنها لم تقدم إمدادات إضافية في خضم أزمة الغاز والطاقة في الأشهر الأخيرة. يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوتر بين موسكو والإتحاد الأوروبي وحليفهم الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما أدى إلى إقرار عقوبات إقتصادية أوروبية على روسيا وتخوف أوروبي من استخدام روسيا ورقة الغاز الطبيعي على دول الإتحاد الذي لم يفصل بعد في إمدادات الغاز الروسية نحوه فهل ستطال العقوبات الأوروبية مجال الطاقة مع روسيا؟