سطيف تحتضن أكبر تظاهرة رقمية… ECSEL EXPO يختتم بنجاح

تكنولوجيا

اختتمت، اليوم السبت 3 ماي، فعاليات معرض التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية ECSEL EXPO في قصر المعارض بسطيف، بعد ثلاثة أيام من التظاهرات الاقتصادية والرقمية، التي جمعت العشرات من العارضين ومئات الزوار والمهتمين. هذه الطبعة، التي نظمت لأول مرة بسطيف، جاءت لتؤكد توسع هذه الفعالية المهنية خارج العاصمة، وتبرز أهمية الولايات الداخلية في احتضان التظاهرات التكنولوجية الكبرى.

وفي تصريحها لـ”سهم ميديا”، أكدت أسماء مجبر، المكلفة بالإعلام على مستوى المعرض، أن هذه النسخة تُعد السادسة منذ انطلاق التظاهرة، ولكنها الأولى من نوعها في ولاية سطيف بعد تنظيم ثلاث طبعات في الجزائر العاصمة وطبعتين بوهران. وأضافت أن تنظيم هذه الدورة جاء استجابة للطلب المتزايد من المهتمين في شرق البلاد، ورغبة المنظمين في تعميم الثقافة الرقمية على مستوى وطني.

وأوضحت مجبر أن اختيار سطيف استند إلى حركيتها الاقتصادية واهتمام شبابها بريادة الأعمال، لاسيما في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية. ووصفت أجواء المعرض بأنها “ديناميكية ومليئة بالتفاعل”، مشيرة إلى أن النجاح التنظيمي والفني لهذه الدورة يدفع نحو التفكير في تحويل المعرض إلى ولايات أخرى مستقبلا.

إقبال واسع ومشاركة متنوعة

وشهد المعرض إقبالاً لافتًا من الزوار، خصوصًا من المهتمين بالتجارة الإلكترونية، من شباب ومهنيين وحتى مستثمرين يبحثون عن حلول رقمية لأعمالهم. ولعل هذا التفاعل الكبير يعكس حجم الوعي المتزايد في الجزائر بأهمية التحول الرقمي كأداة رئيسية للنمو الاقتصادي.

وقد عرفت أروقة المعرض تنوعًا كبيرًا من حيث العارضين، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، ويمثلون مجالات متعددة، منها التجارة الإلكترونية، ريادة الأعمال، السياحة الرقمية، الخدمات اللوجستية، والتسويق الرقمي. هذا التنوع منح للزوار فرصة الاطلاع على تجارب وخدمات مبتكرة.

كما تميز الحدث بحضور مؤثرين معروفين في مجال التجارة الإلكترونية، الذين شاركوا في الورشات والندوات، مقدّمين نصائح واقعية مبنية على تجاربهم الشخصية. هذا التفاعل المباشر بين المؤثرين والمهنيين والجمهور خلق مناخًا غنيًا بالنقاشات البناءة والمبادرات الشبابية.

مؤسسات عمومية وبنوك في قلب التظاهرة

من جهتها، لم تغب المؤسسات العمومية والبنوك عن الموعد، حيث شاركت بقوة في فعاليات ECSEL EXPO، من خلال أجنحة عرضت فيها خدماتها الموجهة لدعم المشاريع الرقمية، خصوصًا ما يتعلق بالدفع الإلكتروني وتمويل المؤسسات الناشئة. وسمحت هذه المشاركة بخلق جسور تعاون بين القطاعين العام والخاص في خدمة الرقمنة.

وكان حضور هذه المؤسسات مؤشراً على التحول التدريجي في عقلية الإدارة الجزائرية، التي باتت تولي أهمية ملموسة لدعم الابتكار والتجارة الإلكترونية، سواء عبر تسهيل الإجراءات أو توفير الأدوات المالية والتقنية اللازمة. كما سعت البنوك لعرض منتجات رقمية جديدة، تستجيب لحاجيات الشباب المقاول.

إلى جانب الأروقة، نظمت جلسات حوارية شارك فيها ممثلو هذه المؤسسات، ناقشوا خلالها كيفية تسهيل الإجراءات الإدارية، ودور التشريعات الجديدة في مرافقة النمو السريع الذي يعرفه القطاع الرقمي في الجزائر. وهو ما ساعد على رسم صورة متكاملة لآفاق التعاون بين الفاعلين بمختلف أطيافهم.