تتجه الجزائر بثقة نحو توسيع حضورها في القارة الإفريقية في مجال إنتاج الكهرباء، بعدما راكمت خلال السنوات الأخيرة خبرة تقنية معتبرة جعلتها قادرة على إنجاز محطات توليد كهرباء بمعايير دولية بسواعد محلية، وهو ما أكده وزير الطاقة والطاقات المتجددة مراد عجال خلال زيارته لمحطة الرميلة بولاية خنشلة.
وأوضح الوزير أن الإنجازات التي حققها مجمع سونلغاز في مشاريع الإنتاج عبر مختلف ولايات البلاد، مكّنت الإطارات والمهندسين الجزائريين من امتلاك “تأهيل فعلي وخبرة عالية” تمكّن الجزائر اليوم من دخول سوق إنجاز المحطات الكهربائية في إفريقيا، في وقت تبحث العديد من الدول الإفريقية عن شركاء قادرين على توفير حلول طاقوية مستدامة وذات تكلفة تنافسية.
وشكّلت محطة خنشلة الجديدة نموذجاً واضحاً لهذا التحول، بعدما جرى تنفيذ الجزء الأكبر من أشغالها بسواعد وطنية، حيث شاركت 24 مقاولة جزائرية من أصل 27 في بنائها، لتصبح الولاية اليوم صاحبة فائض في الإنتاج بقدرة مركبة تبلغ 1.266 ميغاواط، ما يجعل المحطة واحدة من أكبر المنشآت الطاقوية في البلاد، وثالث أكبر مشروع من أصل تسع محطات قيد الخدمة.
ويرى مراقبون أن نجاح هذه المشاريع داخل الجزائر، بموارد بشرية محلية وبمعايير تكنولوجية متقدمة، يفتح الباب أمام تحول الجزائر إلى مزوّد إقليمي لحلول الطاقة، خصوصاً في إفريقيا جنوب الصحراء حيث يتزايد الطلب على الكهرباء وتتسع الحاجة إلى محطات جديدة تعتمد على دورات مركبة وتقنيات حديثة لتقليل الاستهلاك ورفع المردودية.
وخلال استماعه لعرض حول وضع القطاع في خنشلة، شدد الوزير على أن التجربة الوطنية في ربط التجمعات السكنية والمستثمرات الفلاحية بالطاقة الكهربائية والغازية يمكن أيضاً نقلها إلى بلدان أخرى تبحث عن نماذج ناجحة لتحسين البنى التحتية الطاقوية لديها، مؤكداً أن البرنامج التكميلي للرئيس تبون في الولاية أنجز بنسبة 100%، ما يعزز ثقة الجزائر في قدرتها على تقديم خدمات وحلول جاهزة لدول إفريقية ترغب في شراكات مماثلة.
وتأتي هذه الخطوات في سياق توجه أوسع للجزائر نحو بناء صناعة طاقوية متكاملة، لا تكتفي بتلبية الاحتياجات الداخلية، بل تمتد نحو التموقع في أسواق خارجية تعتمد على التكنولوجيا والخبرة الجزائرية، وهو ما يمهّد لمرحلة جديدة قد تصبح فيها الجزائر أحد أهم الفاعلين في مشاريع إنتاج الكهرباء بالقارة السمراء.



