تكتسب الاتفاقية التي أبرمتها الشركة الجزائرية القطرية للصلب يوم الثلاثاء مع بنك التنمية “شلتر إفريقيا” بعداً جديداً يتجاوز قيمتها المالية التي تفوق 1.2 مليار دولار، إذ تضع الجزائر في موقع متقدم كمصدر رئيسي للحديد والصلب نحو القارة الإفريقية.
هذه الخطوة، التي جاءت في إطار معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر العاصمة، تعكس انتقال الصناعة الجزائرية من مجرد تلبية حاجات السوق المحلية إلى دخول أسواق إقليمية واسعة تشمل عشرات الدول.
العقد مع “شلتر إفريقيا” من شأنه أن يفتح قناة عملية للتعامل مع مؤسسة مالية إفريقية كبرى تنشط في 44 بلداً، وهو ما يعني أن منتجات الشركة الجزائرية القطرية للصلب ستجد طريقها بسهولة إلى مشاريع عمرانية وتنموية في مناطق مختلفة من القارة.
هذه الآلية التمويلية تمنح المنتوج الجزائري فرصة لتثبيت حضوره في أسواق خارجية واعدة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مواد البناء والبنية التحتية عبر القارة.
كما أن التوقيع مع نهاية اليوم السادس من المعرض جاء بعد عمل تحضيري طويل أكده المدير العام بالنيابة للشركة، سفيان شايب ستي، وهو ما يبرز قدرة الجزائر على بناء شراكات استراتيجية قائمة على دراسات دقيقة وتخطيط بعيد المدى.
هذه الصفقة قد تتحول إلى مرجع لباقي المؤسسات الوطنية الراغبة في دخول فضاء التجارة الإفريقية المنظمة والمنتظمة.
وبالنظر إلى حجم الاتفاقية وأبعادها، فإنها تمثل نموذجاً عملياً لما يمكن أن تتيحه منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية من فرص. فالجزائر، التي تسعى إلى تنويع صادراتها خارج المحروقات، تجد في هذا العقد دليلاً ملموساً على إمكانية اختراق الأسواق الإفريقية بمخرجات صناعية ثقيلة، بما يعزز مكانتها كفاعل اقتصادي في مشاريع التنمية القارية.
هذا، وجرت مراسم التوقيع بقصر المعارض بالصنوبر البحري بحضور وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات كمال رزيق، ووزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية الطيب زيتوني، ووزير الثقافة والفنون زهير بللو، إلى جانب الأمين العام لوزارة الصناعة سالم أحمد زايد، والمدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش.
كما حضر من جانب “شلتر إفريقيا” الرئيسي الإقليمي لمنطقة شمال ووسط وغرب إفريقيا أمادو تيام، الذي اعتبر أن هذه الاتفاقية تمثل “فخراً كبيراً للبنك”، مؤكداً أنها ستفتح آفاقاً واسعة للتصدير وتعزيز التجارة البينية الإفريقية.