يشهد قطاع الرقمنة في الجزائر دفعة جديدة بعد توقيع مذكرة تفاهم بين شركة سيمنس الألمانية ومؤسسة Intelligent Network الجزائرية، بهدف إنشاء مراكز بيانات متطورة، وذلك خلال فعاليات “القمة الجزائرية–الألمانية للاستثمار (GAIS)”.
ويأتي هذا المشروع ليعزز البنى التحتية الرقمية الوطنية في وقت تتسارع فيه جهود التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
ويرتكز الاتفاق على تطوير منشآت رقمية قادرة على استيعاب الطلب المتزايد على الخدمات السحابية وحلول التخزين والمعالجة، وهو توجّه أساسي لدعم المؤسسات الاقتصادية والهيئات الحكومية في تحديث أنظمتها.
وأوضح المهدي بن زرقة، المدير العام لسيمنس الجزائر، أن المشروع سيوفر “حلولًا رقمية عالية القيمة” إلى جانب دعم الكفاءات الوطنية عبر نقل الخبرات التقنية الألمانية.
ويمثل هذا التعاون خطوة مهمة نحو تعزيز السيادة الرقمية للجزائر، إذ يتيح إنشاء مراكز بيانات محلية تقلل الاعتماد على الخدمات المستوردة وتوفر بدائل أكثر أمانًا وفعالية للمؤسسات.
كما يتماشى المشروع مع التوجه الوطني نحو رقمنة الخدمات وتطوير بنى تحتية قادرة على استيعاب توسع الحكومة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي.
ويأتي دخول سيمنس بثقلها إلى مجال مراكز البيانات في الجزائر كإشارة واضحة إلى ثقة الشركات الألمانية في سوق التكنولوجيا الوطنية، خاصة بعد الإصلاحات القانونية والتنظيمية التي شجعت على الاستثمار في الحلول الرقمية.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع في خلق فرص جديدة أمام الشركات المحلية للاستفادة من خدمات رقمية حديثة، إضافة إلى دعم الابتكار وتطوير منظومة تكنولوجية محلية.
ويمثل هذا الاتفاق خطوة عملية نحو بناء بيئة رقمية تنافسية في الجزائر، مع إمكانية توسيع نطاق التعاون مستقبلًا نحو مشاريع أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي، البنى السحابية، والأمن السيبراني، بما يعزّز مكانة الجزائر ضمن الخارطة الرقمية الإقليمية.



