عملاق طاقوي عالمي على أبواب الجزائر.. هل تبدأ أكبر قفزة طاقوية في تاريخ البلاد؟

طاقة ومناجم

تواصل الجزائر خطواتها لترسيخ موقعها في سوق الطاقة العالمي، في وقت دخلت فيه مفاوضاتها مع شركة “شيفرون” الأمريكية مرحلة الحسم، بعد اقتراب الجانبين من إنهاء الشق التجاري لعقد المحروقات الجديد. ويُعد هذا الجانب آخر مرحلة قبل دخول العملاق النفطي الأمريكي رسميًا إلى السوق الغازية الجزائرية، بعد 18 شهراً من توقيع الاتفاق المبدئي المتعلق بتطوير حقول أحنت وبركين.

التحركات المتسارعة لشيفرون برزت بوضوح مع إرسالها مديرها التنفيذي للتطوير التجاري إلى الجزائر على رأس وفد رفيع المستوى، في إشارة قوية إلى رغبة الشركة في إنهاء الترتيبات التجارية والانتقال إلى مرحلة التنفيذ. ويعكس ذلك اهتمامًا أمريكياً متزايدًا بالسوق الجزائرية، لما تمتلكه من إمكانات هائلة تجعلها في مقدمة أهداف كبرى الشركات العالمية ضمن استراتيجيات التوسع الطاقوي.

الرئيس المدير العام الجديد لسوناطراك، نور الدين داودي، عقد لقاءً مع الوفد الأمريكي، خُصص لتقييم مدى تقدم المباحثات المرتبطة بتجسيد الاتفاق الموقع في 13 يونيو 2024. وتشير المعطيات إلى أن الرغبة في تسريع وتيرة التفاوض ليست أمريكية فحسب، إذ تعمل سوناطراك بدورها على توسيع شراكاتها مع كبريات الشركات العالمية، وتعتبر دخول المجموعات الأمريكية الكبرى خطوة ذات تأثير استراتيجي في تعزيز جاذبية الجزائر كمركز مهم في سوق الطاقة.

وتضع وزارة المحروقات عقود التعاون مع شيفرون وإكسون موبيل وغيرها من الشركات الكبرى على رأس أولويات المرحلة المقبلة، في إطار رؤية تهدف إلى رفع إنتاج الجزائر من الغاز والاستفادة من مختلف مواردها الهيدروكربونية. وتُعوّل الجزائر بشكل خاص على تطوير المحروقات غير التقليدية، حيث تمتلك ثالث أكبر احتياطي عالمي وفق تقديرات سوناطراك، ما يجعل هذا القطاع محور اهتمام متزايد من الشركات الأمريكية الساعية إلى دخول مشاريع استثمارية واعدة.

وتأتي هذه المفاوضات في سياق تحوّل متسارع في خارطة الطاقة العالمية، حيث تسعى الجزائر إلى تعزيز موقعها كقوة طاقوية محورية خلال العقود القادمة، عبر شراكات قوية واستثمارات استراتيجية تضمن استغلالاً أفضل لاحتياطاتها الضخمة وتعزّز حضورها في الأسواق الدولية.