في الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945… قافلة الذاكرة تنطلق من مقام الشهيد

سياحة وسفر

انطلقت، اليوم الخميس، من مقام الشهيد بالجزائر العاصمة قافلة الذاكرة الوطنية التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، تخليدا للذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945. الحدث شهد مشاركة كثيفة من الشباب والجمعيات والرابطات، في مبادرة تهدف إلى الربط بين أجيال الاستقلال وتاريخ النضال الوطني.

وجاءت هذه القافلة، التي حملت شعار “ذاكرة الأجيال تأبى النسيان”، لتكون بمثابة رسالة وفاء حية لشهداء المجازر الاستعمارية البشعة التي وقعت في مدن سطيف وقالمة وخراطة وغيرها. وتكون أيضا محطة رمزية تستحضر تضحيات الشعب الجزائري في مواجهة آلة القمع الفرنسي، وتكرّس قداسة الذاكرة الوطنية التي أُسّست عليها الهوية الجزائرية المعاصرة.

وشهدت القافلة مشاركة نوعية لـ1300 شاب وشابة جاؤوا من 20 ولاية مختلفة، يمثلون 57 بلدية من ربوع الوطن، في صورة مصغّرة عن الجزائر المتنوعة والمتماسكة. هذا التمثيل الواسع يعكس زخما شبابيا وطنيا حقيقيا، ورغبة جماعية في الانخراط في مسعى يعيد ربط الأجيال بتاريخها النضالي المجيد.

ويشرف على تأطير هؤلاء الشباب 156 مكونا ومؤطرا من قطاعات متعددة، بما يضمن التوجيه السليم وتوفير بيئة تربوية وثقافية ملائمة.

ويتضمن البرنامج مسارات رمزية ووقفات تأملية عند عدد من المواقع التي تحمل في طياتها دلالات تاريخية قوية، حيث من المقرر أن تنظم زيارات ميدانية إلى المعالم والشواهد التي لا تزال تروي فصولا من النضال الوطني، وتُعيد للأذهان وحشية مجازر 8 ماي 1945 التي كانت نقطة تحوّل فارقة في مسار الثورة الجزائرية.

كما سيتم تخصيص فضاءات داخل بيوت الشباب لتنظيم نشاطات ترفيهية ولقاءات فكرية وتاريخية تجمع بين شهادات حية لمجاهدين ومحاضرات تأريخية يقدمها مختصون، من أجل ترسيخ الوعي الجمعي بهذه الحقبة المأساوية وتعميق الفهم لدى المشاركين.

وفي كلمته، أكد مدير الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، أن هذه القافلة تُعد فرصة حقيقية لغرس قيم المواطنة، وتفعيل حسّ الانتماء الوطني من خلال تفاعل الأجيال الجديدة مع رموز التاريخ، واستحضار نضالات الشهداء، ومواجهة حملات طمس وتشويه الذاكرة التي تتربص بالوعي الجماعي.

حين تعانق الذاكرة التاريخ والسياحة

وتُعد قافلة الذاكرة الوطنية رؤية تُعيد بعث التاريخ في ثوب معاصر، وتفتح أمام الجيل الجديد نوافذ لفهم الوطن عبر تنوعه الجغرافي وثرائه الحضاري. فالمحطات المختارة في هذه القافلة تمثل رموزًا شاهدة على تضحيات أمة، تربط بين أرض الجزائر وذاكرتها الحية الممتدة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.

وعبر المزج بين المسارات التاريخية والمعالم السياحية، تسعى القافلة إلى تحويل فضاءات الطبيعة والتراث إلى منصات حقيقية للتثقيف الوطني. في كل موقع أثري، وفي كل زاوية شاهدة على نضال أو معركة أو لقاء، هناك فرصة لاستذكار التضحيات وبث روح الانتماء.