تعمل السلطات الجزائرية على إعادة بعث مصنع “كيا” للسيارات بباتنة في إطار جهودها لاستغلال الأصول المصادرة ودفع الصناعة الميكانيكية نحو مسار أكثر نجاعة واستدامة.
فقد أعلن وزير الصناعة يحيى بشير، اليوم الخميس 4 ديسمبر، خلال الجلسة العلنية المخصّصة للأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، إيداع طلب الرخصة المسبقة لاستئناف نشاط التصنيع بالمصنع، بعد تحويل ملكيته إلى شركة Fondal التابعة للمجمع الوطني SNS.
وأوضح الوزير أن إعادة تشغيل المصنع تأتي ضمن الإطار التنظيمي الجديد لصناعة السيارات في الجزائر، والذي يقوم على تحقيق إدماج محلي حقيقي، وإلزام المستثمرين بجلب شبكة من المناولين قبل الشروع في الإنتاج، إضافة إلى الانتقال من نموذج التركيب الذي كان سائدا في السابق إلى نموذج صناعي مستدام يهدف إلى خلق قيمة مضافة محلية حقيقية.
وشدد بشير على أن عملية إعادة بعث المصنع ستخضع لمعايير دقيقة تضمن تنافسية القطاع وفعاليته، مؤكدا أن الهدف هو بناء صناعة ميكانيكية قوية قادرة على المساهمة في الاقتصاد الوطني، وفتح آفاق جديدة في مجال الإنتاج المحلي للسيارات وفق متطلبات السوق والمعايير الدولية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مراجعة شاملة لسياسة تصنيع السيارات في الجزائر، بعد سنوات من التجارب التي اعتمدت على نشاط تركيب شبه كامل دون تصنيع فعلي، وهو ما دفع الحكومة إلى وضع دفتر شروط جديد أكثر صرامة يقوم على رفع نسب الإدماج وتشجيع المناولة المحلية.
كما تزامنت هذه الإصلاحات مع فتح المجال أمام علامات عالمية كبرى لإقامة شراكات حقيقية، بما يعزز قدرات الإنتاج وينقل الخبرة والتكنولوجيا إلى السوق الجزائرية.
ويُعدّ مصنع “كيا” أحد أبرز المشاريع التي أثارت اهتمام الرأي العام منذ توقف نشاطه في 2019، عقب التحقيقات التي طالت عددا من مصانع التركيب.
وبعد استرجاعه ضمن الأصول المصادرة، دخل المشروع مرحلة إعادة تقييم شاملة لتحديد أنسب السبل لاستغلاله اقتصاديا. ويأتي التوجه لإعادة تشغيله اليوم كجزء من سياسة استثمارية جديدة تعتمد على تحويل هذه الأصول إلى محركات إنتاج حقيقية، بما يدعم النمو الصناعي ويوفر فرص عمل في ولايات الشرق الجزائري.



