أُسدل الستار رسميًا على نشاط علامة براندت للأجهزة الكهرومنزلية في فرنسا، بعد أن قررت العدالة الفرنسية وضع الشركة تحت التصفية القضائية، في خطوة أنهت وجود أحد أقدم الأسماء الصناعية في السوق الفرنسية.
القرار، الذي صدر عن محكمة الأنشطة الاقتصادية في نانتير، جاء بعد مسار طويل من الصعوبات المالية وتراجع المبيعات، وخلّف صدمة واسعة داخل الأوساط السياسية والنقابية الفرنسية.
وبرّرت المحكمة قرارها بتفاقم الخسائر التي سجلتها الشركة خلال عامين متتاليين، في ظل تراجع سوق الأجهزة الكهرومنزلية الكبرى بفرنسا، حيث انخفضت المبيعات بنسبة تقارب 3.9 بالمائة خلال سنة 2024.
وكانت براندت قد وُضعت مطلع شهر أكتوبر الماضي تحت نظام الحماية القضائية في محاولة أخيرة للعثور على مستثمرين جدد والحفاظ على النشاط الصناعي ومناصب الشغل، غير أن هذه المساعي لم تُكلل بالنجاح.
ورغم طرح مشروع لاستعادة الشركة في شكل تعاونية عمالية بدعم حكومي، انتهت الآمال سريعًا مع إعلان التصفية النهائية، ما أدى إلى فقدان نحو 700 عامل لوظائفهم.
ووصف مسؤولون فرنسيون الخطوة بأنها “خبر فظيع” و”صدمة حقيقية” للصناعة الوطنية، معتبرين أن اختفاء براندت يشكل خسارة لآخر مصنع كبير للأجهزة الكهرومنزلية في فرنسا.
وتعود ملكية براندت منذ سنة 2014 إلى مجمع سيفيتال الجزائري، الذي واصل تشغيل وحدتين صناعيتين في أورليان وفاندوم بطاقة إنتاج بلغت نحو 50 ألف جهاز سنويًا.
غير أن نشاط الشركة في فرنسا ظل يواجه صعوبات هيكلية مرتبطة بتكاليف الإنتاج والمنافسة القوية في السوق الأوروبية، ما انعكس سلبًا على أدائها المالي.
في المقابل، يواصل نشاط العلامة في الجزائر مساره الصناعي بشكل مغاير، حيث تُصنّع منتجات براندت داخل مجمع صناعي ضخم بمدينة سطيف يمتد على مساحة تقارب 95 ألف متر مربع، باستثمار قُدّر بـ250 مليون دولار.
ويشغّل المصنع نحو 4 آلاف عامل، وينتج سنويًا قرابة 8 ملايين جهاز كهرومنزلي، مع نسبة إدماج محلي تتراوح بين 70 و80 بالمائة، ما يعكس اختلافًا واضحًا في ديناميكية الإنتاج بين السوقين.
ويبرز هذا التطور الفارق بين واقع الصناعة الكهرومنزلية في فرنسا والجزائر، في وقت تتزايد فيه التحديات أمام الصناعات التقليدية في أوروبا، مقابل صعود قدرات إنتاجية جديدة في دول أخرى.
ورغم توقف نشاط براندت في فرنسا، يبقى حضور العلامة قائمًا من خلال وحداتها الصناعية خارجها، في مشهد يعكس تحولات عميقة تشهدها خريطة الصناعة العالمية.



