وضعت الجزائر وفيتنام هدفا مشتركا لرفع حجم المبادلات التجارية بينهما إلى مليار دولار في المدى القريب، بعد تسجيل ارتفاع قياسي بلغ 200% خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025.
وجاء هذا الاتفاق خلال انعقاد الدورة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين، أمس بهانوي، برئاسة الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، لوناس مقرمان، ونائب وزير الخارجية الفيتنامي، لو آن توان، في لقاء أكد متانة الحوار السياسي بين الجانبين ورغبتهما في توسيع مجالات التعاون.
وشكّل الاجتماع فرصة لتقييم شامل لمسار العلاقات الجزائرية–الفيتنامية الممتد لأكثر من ستين عامًا، خاصة بعد المكاسب التي تحققت خلال الدورة الثانية عشرة للجنة المشتركة في أكتوبر 2023، والتي تم خلالها توقيع مذكرة تفاهم في المجال الصيدلاني بين مجمع صيدال ومعهد فيتنامي متخصص في المنتجات الطبية المستخلصة من النباتات.
وتشير البيانات التجارية الجديدة إلى أن المبادلات بين البلدين بلغت 450 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، مقابل انخفاض كبير في السنوات السابقة، حيث تشمل الواردات الفيتنامية من الجزائر دقيق الكسافا والتمور وأقدام الدجاج، بينما يستورد السوق الجزائري منتجات زراعية وبحرية ومواد كيميائية وصناعية.
كما تطرقت المشاورات إلى التعاون الطاقوي، خصوصا مشروع النفط والغاز في حقل بير سبع، الذي يُعد من أبرز الاستثمارات الخارجية الناجحة للشركة الفيتنامية PVEP بالشراكة مع سوناطراك وPTTEP التايلاندية.
ويُنتظر أن تدخل المرحلة الثانية من المشروع حيّز التنفيذ قبل 2026، ما سيُضاعف القدرة الإنتاجية إلى نحو 40 ألف برميل يوميًا عبر منشآت جديدة تتضمن خط فصل إضافي ومحطتين للتجميع وأكثر من 400 كيلومتر من الأنابيب.
وخلال اللقاء، دعا نائب وزير الخارجية الفيتنامي إلى استمرار الجزائر في تيسير تنفيذ المشروع الطاقوي، إضافة إلى دعم بلاده في تطوير صناعة الحلال، بينما جدّد لوناس مقرمان التزام الجزائر بتعزيز الصداقة التقليدية بين البلدين القائمة على مبادئ الاستقلال والسيادة الوطنية.
واتفق الطرفان على توسيع التعاون إلى قطاعات جديدة تشمل صناعة السيارات والمكوّنات الإلكترونية والتكنولوجيات الناشئة، مع التأكيد على أهمية التبادل الثقافي والرياضي ونقل الذاكرة التاريخية للعلاقات الثنائية إلى الأجيال القادمة.
كما شددا على تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى.
ويمثل هذا الاجتماع خطوة جديدة في ترسيخ الشراكة الجزائرية–الفيتنامية، التي تراهن على التكامل الاقتصادي والتعاون التكنولوجي والتقارب الدبلوماسي داخل المؤسسات الدولية، بما يعزز حضور البلدين في محيط إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة.



