مشروع ضخم للطاقة النظيفة محور محادثات جزائرية ألمانية رفيعة المستوى

طاقة ومناجم

شكّل مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين محورًا رئيسيًا في المباحثات التي جمعت وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، مع وفد عن الاتحاد العام للنقابات العمالية الألمانية (DGB)، خلال اللقاء الذي جرى الخميس 16 أكتوبر 2025 بمقر الوزارة.
وجاء ذلك في إطار الجهود المشتركة بين الجزائر وألمانيا لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، ونقل وتطوير وتسويق الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي، ضمن رؤية البلدين لبناء شراكة استراتيجية في التحول الطاقوي.

ويُعد مشروع “الممر الجنوبي للهيدروجين – Corridor Sud H₂” أحد أبرز المحاور الاستراتيجية في التعاون الجزائري–الألماني، إذ تسعى الجزائر من خلاله إلى أن تكون مركزًا إقليميًا لتصدير الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا، مستفيدةً من موقعها الجغرافي وشبكة أنابيبها المتطورة التي تربطها بالقارة الأوروبية عبر إيطاليا وإسبانيا.

وفي هذا السياق، شدّد الوزير عرقاب على الأهمية الخاصة التي توليها الجزائر لتطوير الشراكات مع ألمانيا، خاصة في مجال التقنيات الحديثة في صناعة النفط والغاز والتكنولوجيا النظيفة، مؤكدًا أن هذه المشاريع تندرج ضمن رؤية الجزائر لبناء اقتصاد منخفض الكربون يوازن بين التنمية المستدامة وحماية البيئة.

كما ثمّن الوزير دور المؤسسات الألمانية في دعم التكوين ونقل المعرفة إلى الكفاءات الجزائرية، خاصة في المجالات المرتبطة بتقليص الانبعاثات وتحسين الأداء الطاقوي.

من جانبه، عبّر الوفد الألماني عن تقديره للتجربة الجزائرية في الحوار الاجتماعي وتسيير القطاعات الاستراتيجية، مبدياً اهتمامًا متزايدًا من طرف الشركات الألمانية بالاستثمار في السوق الجزائرية، خصوصًا في مشاريع الطاقة النظيفة والهيدروجين والبتروكيمياء.

كما أكد ممثلو الاتحاد العام للنقابات العمالية الألمانية رغبتهم في تعزيز التعاون النقابي مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين (UGTA)، بما يسهم في ترقية مناخ العمل وتبادل الخبرات بين الطرفين.

ويأتي هذا اللقاء ليكرّس موقع الجزائر كشريك محوري في التحول الطاقوي الأوروبي، وكممرّ جنوبي واعد للطاقة النظيفة نحو القارة العجوز، يجمع بين الكفاءة التقنية، والإرادة السياسية، والطموح المشترك لبناء مستقبل طاقوي مستدام.