مشروع طاقوي ضخم في دولة عربية يفتح الباب أمام توربينات جزائرية الصنع

صناعة

في خضم سباق دولي لإعادة إعمار قطاع الكهرباء السوري، تبرز الجزائر كلاعب محتمل وقوي في مشروع ضخم لتوريد توربينات الغاز، وسط مفاوضات جارية بين سوريا وشركات عالمية، ما يفتح الباب أمام دور جزائري متقدم في واحدة من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة.

فالجزائر، بخبرتها الصناعية ومصنع جنرال إلكتريك الجزائر المتخصص في تصنيع التوربينات عالية الكفاءة، تُطرح اليوم كخيار استراتيجي يمكن أن ينافس بقوة الشركات الغربية، ويقدم لسوريا حلولًا تقنية بأسعار تنافسية.

وتتجه الأنظار نحو المشروع الذي تقوده شركة أورباكون القابضة القطرية، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 7 مليارات دولار، ويتضمن إنشاء 4 محطات كهرباء غازية بقدرة 4000 ميغاواط، إضافة إلى محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط.

ويأتي هذا التحرك في ظل انهيار كبير في شبكة الكهرباء السورية خلال سنوات الحرب، ما يدفع دمشق إلى البحث عن حلول سريعة وموثوقة، وهو ما يضع الشركات القادرة على الإنتاج الفوري — مثل المصنع الجزائري — في موقع تفضيلي.

وتشير المصادر إلى أن الجزائر تراقب عن قرب المفاوضات التي تجريها سوريا مع شركتي جنرال إلكتريك فيرنوفا الأميركية وسيمنس إنرجي الألمانية، وترى أن لديها فرصة فعلية لدخول السوق السورية في أي لحظة.

وتؤكد هذه المصادر أن مصنع جنرال إلكتريك الجزائر قادر على إنتاج توربينات غازية ذات أداء عالٍ وبكلفة أقل من الشركات العالمية، ما يجعله خيارًا جذابًا، خاصة للدول التي تبحث عن حلول سريعة وميزانيات أقل كحال سوريا في مرحلة إعادة الإعمار.

وتبرز الجزائر كذلك باعتبارها تملك خبرة طويلة في تصنيع التوربينات الغازية، إضافة إلى شبكة تعاون قوية مع شركات عالمية في مجال الطاقة، ما يجعل دخولها السوق السورية أكثر من مجرد صفقة تجارية، بل خطوة لتعزيز حضورها الإقليمي في قطاع الطاقة.

وتشير المصادر إلى أن الجزائر مستعدة لتوقيع عقود فورية بمجرد توفر الأرضية القانونية والتقنية، خاصة وأن هذا التوجّه ينسجم مع سياسة الدولة القائمة على توسيع صادراتها الطاقوية نحو أسواق جديدة.

وفي المقابل، تتواصل محادثات سوريا مع الشركات الغربية، لكن دون اتفاق نهائي حتى الآن، مما يبقي الباب مفتوحًا أمام الجزائر للدخول بقوة في هذا المشروع الاستراتيجي.

فالشركات الغربية لم تقدم تعليقات رسمية بعد، كما أن جزءًا من العقوبات ما يزال يشكل عائقًا، رغم رفع بعضها مؤخرًا.

في هذا السياق، يرى مراقبون أن دخول الجزائر على خط هذه المفاوضات قد يوفر لدمشق بديلاً موثوقًا وسريعًا، ويسمح للجزائر في الوقت نفسه بتعزيز حضورها الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط.

ومع تزايد الطلب على الكهرباء في سوريا وارتفاع الحاجة إلى حلول عاجلة لإعادة تشغيل الشبكة، تبدو الجزائر أمام فرصة حقيقية لفرض نفسها كلاعب أساسي في إعادة إعمار قطاع الطاقة السوري.

فبفضل قدراتها الإنتاجية وخبرتها الصناعية واستراتيجيتها التوسعية في مجال الطاقات، تستطيع الجزائر تقديم عرض متكامل وواقعي يضعها في مقدمة الدول المستفيدة من هذا المشروع الإقليمي الضخم، ويمهد لشراكة طويلة الأمد بين البلدين.