مشروع WDM 400G… تحالف بين اتصالات الجزائر وهواوي

الحدث

تسعى الجزائر إلى تعزيز اقتصادها الرقمي من خلال تسريع انتشار الحلول التقنية والتكنولوجية، مما يفرض تحسين سرعة تدفق الإنترنت لضمان الانتقال الفعلي نحو العالم الرقمي، الذي أصبح ساحة تنافسية بين القوى الاقتصادية العالمية. في هذا السياق، جاء مشروع WDM ثمرة التعاون بين اتصالات الجزائر وشركة هواوي الصينية، بهدف تسريع دخول الجزائر إلى عصر الرقمنة بكفاءة أكبر.

وفقًا للبيان المشترك بين الشركتين، فإن التعاون يهدف إلى تطوير البنية التحتية للشبكات في الجزائر عبر إدخال أحدث تقنيات الشبكات البصرية فائقة السرعة 400G، والتي ستوفر دعماً أقوى لتنمية الاقتصاد الرقمي. كما يشير البيان إلى أن المشروع يتميز بعرض نطاق واسع، وموثوقية عالية، وزمن استجابة منخفض، مما يجعله متماشياً مع الاحتياجات المتزايدة للشركات الرقمية في الجزائر.

التوسع في استخدام الإنترنت في الجزائر والاتجاه نحو الرقمنة أصبحا واقعًا لا يمكن تجاوزه، حيث تشهد البلاد طفرة في أنشطة جديدة مزدهرة، سواء في مجال التجارة الإلكترونية، أو الحوسبة السحابية، أو البيانات الضخمة، أو تصدير الخدمات، إضافة إلى صناعات ناشئة أخرى. هذه التحولات جعلت تحسين سرعة وقدرة الشبكات ضرورة وطنية، وهو ما يسعى المشروع إلى تحقيقه من خلال توفير عرض نطاق وسرعة نقل بيانات تفوق الشبكات الحالية، لمواجهة الطلب المتزايد على البيانات.

هذا التوجه الجديد لمشغل الاتصالات يعزز السياسة الوطنية للرقمنة، التي تشهد تقدماً في بعض القطاعات، مع التركيز على تقليل الاعتماد على الورق، وتطوير أنظمة الدفع الإلكتروني، التي بدأت في الانتشار تدريجياً. ومع تزايد دور الرقمنة في تسهيل حياة المواطنين والمجتمع الاقتصادي، تجد الجزائر نفسها مضطرة إلى مواكبة هذا التحول العالمي نحو “اللامادية”.

نجاح هذا الانتقال يتطلب تبني حلول تكنولوجية متقدمة تضمن تحولاً سلسًا وفعالًا من النظام التقليدي الورقي إلى الرقمي. في هذا الإطار، يؤكد الشريكان أن الشبكة الجديدة مصممة للمستقبل، حيث توفر سرعات فائقة، واستجابة منخفضة، واستدامة في عصر الذكاء الاصطناعي. ويرى العديد من الخبراء أن تطوير الاقتصاد الرقمي في الجزائر لم يعد خيارًا، بل ضرورة لمواكبة التحولات والتطورات الاقتصادية.