منتجات “صنع في الجزائر” في الأسواق الروسية

تجارة

بدأت المنتجات الزراعية والغذائية الجزائرية تشق طريقها نحو السوق الروسية، بعد المشاركة المميزة لخمسة عشر شركة وطنية في معرض World Food Moscow 2025، حيث حظي الجناح الجزائري بإقبال واسع، ما أكد جاذبية “صنع في الجزائر” وقدرته على منافسة المعايير الدولية.

وقد أوضح رئيس مجلس الأعمال الجزائري–الروسي، مهدي بوقيدورة، أن اهتمام الزوار الروس كان لافتاً، مشيراً إلى أن عدة عقود مهمة تم توقيعها على هامش المعرض، في خطوة تعكس الديناميكية الجديدة للشركات الجزائرية. وأضاف أن أصغر هذه الشركات تطمح لتحقيق صادرات تصل إلى عشرة ملايين دولار نحو روسيا، وهو ما يفتح المجال أمام آفاق أوسع لتنويع الصادرات الجزائرية.

وتعكس هذه النتائج مدى الترحيب بالمنتجات الجزائرية في روسيا، حيث أكد بوقيدورة أن السوق الروسية مفتوحة أمام جميع الشركات الراغبة في التصدير، لافتاً إلى أن هذا الانفتاح يشجع بشكل كبير على دفع الصادرات خارج قطاع المحروقات. كما أبرز الدور الذي يقوم به مجلس الأعمال الجزائري–الروسي في إزالة العراقيل التقنية وغير الجمركية، بالتنسيق مع وزارة التجارة الخارجية والدبلوماسية الجزائرية.

من جهته، شدد سفير الجزائر في موسكو، توفيق جوامة، على أن العلاقات السياسية بين الجزائر وروسيا ممتازة، غير أن الجانب الاقتصادي يتطلب جهوداً أكبر لرفع حجم الصادرات الجزائرية. وأكد أن المشاركة الجزائرية في مثل هذه الفعاليات الدولية تعد رافعة حقيقية لتحقيق هذا الهدف، لاسيما مع الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الشركات الوطنية في الصناعات الغذائية.

كما كشف نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، فلاديمير بادالكو، أن 400 رجل أعمال روسي زاروا الجزائر خلال 2025 للمشاركة في لقاءات اقتصادية وتجارية، موضحاً أن هناك نحو 40 مشروعاً مشتركاً قيد المتابعة حالياً. وأكد أن هذه المبادرات تساهم في بناء شراكات حقيقية، تعزز الحضور الجزائري في السوق الروسية.

وقد اختُتمت فعاليات المعرض بتنظيم ورش عمل متخصصة ولقاءات ثنائية أتاحت للشركات الجزائرية والروسية تبادل الخبرات واستعراض فرص التعاون والتصدير المباشر. وتشير المعطيات الاقتصادية إلى أن المبادلات بين البلدين بلغت 3.7 مليارات دولار في 2023، غير أن الإمكانات غير المستغلة تقدر بتسعة مليارات دولار إضافية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الجزائري–الروسي.