منتوج جزائري يغزو 90 دولة.. إنتاج قياسي وصادرات معتبرة

تجارة

استقبلت الجزائر العاصمة ما بين الاثنين والخميس فعاليات الطبعة الثالثة من الصالون الدولي للتمور، بمشاركة 150 عارضاً من منتجين وحرفيين وتعاونيات وشركات ناشئة ومراكز تقنية وهيئات بحثية، في حدث يعكس الديناميكية المتنامية لشعبة التمور في الجزائر وقدرتها على التموقع عالمياً.

وافتتح وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين المهدي ولد، الصالون الذي اتسم بطابع دولي بارز، مع مشاركة عارضين من تونس وليبيا وتركيا، إضافة إلى جهات اقتصادية مثل مجلس الأعمال الجزائري–الروسي، إلى جانب حضور لافت لسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.

وأكد الوزير أهمية المعرض باعتباره فضاءً لتعريف الجمهور والشركاء الدوليين بالتمور الجزائرية، التي تعدّ مورداً ذا قيمة استراتيجية، مشيراً إلى أن وفرة الإنتاج الوطني تفتح الطريق أمام اقتحام أسواق جديدة.

وتزامن الحدث مع نجاح الجزائر في إدراج الخصائص النوعية لتمرة “دقلة نور” ضمن المعايير الدولية خلال الدورة الـ48 لهيئة الدستور الغذائي في روما، وهو ما ساهم في تعزيز حضور التمور الجزائرية التي أصبحت تُصدّر إلى 90 دولة عبر العالم.

ويمتلك القطاع إمكانات ضخمة، إذ تضم الجزائر أكثر من 19 مليون نخلة موزعة على قرابة ألف صنف، فيما تجاوز متوسط الإنتاج خلال الفترة بين 2021 و2023 حاجز 11.5 مليون قنطار، مع بلوغ حجم الصادرات نحو 780 ألف قنطار من التمور الطازجة و50 ألف قنطار من التمور الجافة.

وتعكس هذه الأرقام الوزن المتزايد للتمور في الاقتصاد الزراعي الوطني وعلى مستوى الأسواق الدولية.

وشهد الصالون تنظيم سلسلة من المؤتمرات والورشات التي تناولت مواضيع تتعلق باستدامة الزراعة الصحراوية والتنويع الجيني للملقحات وتحديث الشعبة والزراعة العضوية ودور التمور في الأمن الغذائي.

وشارك في هذه الأنشطة خبراء وباحثون من داخل الجزائر وخارجها، قدّموا للمشاركين تكوينات حول تقنيات التعليب والتغليف والرفع من جودة الصادرات.

ويؤكد تنظيم هذا الحدث الدولي حرص الجزائر على ترقية شعبة التمور من خلال دعم الجودة والابتكار وتعزيز انفتاح المنتج الجزائري على الأسواق العالمية، باعتبارها شعبة تُجسّد جزءاً من الهوية الزراعية والثقافية للبلاد وتمثل رافعة اقتصادية واعدة في السنوات المقبلة.