في قلب المنطقة الصناعية بسطيف، تتجسد واحدة من أبرز قصص النجاح الصناعي الجزائري من خلال مؤسسة EURL AZZOUZ IBRAHIM، التي أثبتت أن الجودة والابتكار يمكن أن يضعا الصناعة الوطنية في مصاف المنافسة العالمية، ويحوّلان الاستثمار المحلي إلى رافعة حقيقية للتنمية.
هذه المؤسسة الرائدة تخصصت في إنتاج المصابيح بمختلف أنواعها، من مصابيح LED الحديثة إلى المصابيح الكلاسيكية، إلى جانب تركيب دراجات الأطفال والسكوتر الكهربائي والهواتف الأرضية. بفضل تنوع منتجاتها واعتمادها على معايير عالية، تمكنت من ترسيخ مكانتها في السوق الوطنية واستقطاب اهتمام متزايد من الأسواق الخارجية.
تعمل المؤسسة على مساحة إجمالية تبلغ 5000 متر مربع، منها 3400 متر مربع مبنية، وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 40 ألف مصباح LED و30 ألف مصباح كلاسيكي يومياً. هذه القدرات التصنيعية، التي تدعمها كفاءة تشغيلية مدروسة، جعلت منتجاتها تغطي السوق الوطنية بجدارة، مع فتح الباب واسعاً أمام التصدير.
ما يميز تجربة هذه المؤسسة أن نسبة الإدماج المحلي في صناعة المصابيح تتجاوز 95%، وهو ما يعد إنجازاً نوعياً يعكس قدرة الجزائر على تقليص التبعية للمكوّنات المستوردة وتعزيز القيمة المضافة الوطنية. هذا المستوى من الإدماج يؤهل الصناعة الجزائرية لمنافسة كبريات الشركات في السوق الإقليمية.
من الناحية الاجتماعية، وفرت المؤسسة أكثر من 100 منصب شغل مباشر، مما ساهم في خلق ديناميكية اقتصادية محلية وعزز دورها كمحرك للتنمية في المنطقة. ومع ذلك، فإن ارتفاع الطلب المحلي والخارجي على منتجاتها جعل من التوسعة ضرورة ملحّة لضمان استمرارية النمو.
غير أن محدودية المساحة الحالية تبقى من أبرز العوائق التي تعترض طريق المؤسسة نحو تعزيز قدراتها التصديرية. وهو ما دفع إدارتها إلى التوجه نحو المنصة الرقمية للمستثمر التي أطلقتها الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، بحثاً عن وعاء عقاري جديد يوفر لها الإمكانيات اللازمة للتوسع ومواكبة الطلب المتزايد.
قصة هذه المؤسسة تمثل صورة مصغرة عن الطموح الصناعي الجزائري الجديد: صناعة ترتكز على الجودة والابتكار، تستهدف الأسواق الإقليمية والدولية، وتسعى إلى تثبيت شعار “صنع في الجزائر” كعلامة ثقة ومصداقية. إنها تجربة تثبت أن الصناعة الوطنية، حين تُدعم بالإرادة والابتكار، قادرة على بلوغ المعايير العالمية وفرض حضورها في الأسواق الخارجية.