لم تعد مسألة استكمال خط السكة الحديدية المنجمي بشار–تندوف–غارا جبيلات مرتبطة بالأشهر أو الأسابيع، بل دخلت العدّ التنازلي الأخير، بعد التأكيد الرسمي على أن ما يفصل المشروع عن نهايته لا يتجاوز عشرة أيام فقط.
هذا الإعلان يضع أحد أضخم الأوراش الاستراتيجية في الجزائر على أعتاب التحول من مشروع قيد الإنجاز إلى بنية جاهزة للاستغلال الفعلي.
وخلال معاينته الميدانية لورشات الإنجاز، أوضح وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية عبد القادر جلاوي أن الأشغال بلغت مراحلها النهائية، ولم يتبقَّ سوى مقطع صغير بطول 60 كيلومترًا من أصل مسار إجمالي يناهز 950 كيلومترًا.
هذا التقدم السريع يعكس وتيرة تنفيذ مكثفة، خاصة في المقاطع التي تعبر ولايات بشار وبني عباس وتندوف، والتي كانت تُعد من أكثر النقاط تحديًا من حيث الطبيعة الجغرافية واللوجستية.
وأكد الوزير أن جميع المنشآت الفنية المرافقة باتت جاهزة، بما في ذلك 45 جسرًا تم الانتهاء منها بالكامل، وهو ما يعزز جاهزية الخط تقنيًا ويزيل آخر العراقيل المرتبطة بالبنية التحتية.
ويعني ذلك أن العدّ التنازلي المعلن لا يرتبط بأعمال ثانوية، بل باللمسات الأخيرة قبل الاستلام النهائي.
ومع تحديد أفق زمني لا يتعدى عشرة أيام لإنهاء الأشغال، يتجه المشروع مباشرة نحو مرحلة الاستغلال مطلع يناير 2026، ما يمنحه بعدًا اقتصاديًا عاجلًا، خصوصًا في ما يتعلق بنقل خام الحديد من غارا جبيلات وربط الجنوب الغربي بشبكة لوجستية ثقيلة.
ويُنتظر أن يشكل هذا الخط رافعة تنموية حقيقية، انطلاقًا من توقيت دخوله الخدمة، الذي بات محسومًا زمنيًا لأول مرة منذ إطلاق المشروع.



