هل تبدأ شركة “ميراف” الجزائرية أولى صادرات قطع غيار السيارات إلى أوروبا؟

الحدث صناعة

تستعد شركة “ميراف” الجزائرية، المتخصصة في صناعة قطع غيار السيارات والأجهزة الكهرومنزلية، لخطوتها الأولى نحو الأسواق الأوروبية، من خلال مفاوضات جارية لتصدير منتجاتها نحو إيطاليا ابتداءً من سنة 2026، مع بحث فرص تعاون إضافية مع إسبانيا ودول عربية.

وتمثل هذه الخطوة مؤشرًا على دخول فاعلين صناعيين جزائريين جدد مرحلة التوجه نحو التصدير، في سياق توجه وطني لتعزيز نسبة الإدماج المحلي ورفع مساهمة الصناعة التحويلية في الاقتصاد.

وكشف مدير الشركة، معرف حسان، لجريدة “الشروق”، أن التحضيرات انطلقت فعليًا لولوج الأسواق الخارجية، حيث تعمل “ميراف” على وضع التصور اللوجستي والتجاري المرتبط بتصدير أول شحنة باتجاه إيطاليا، ما يعكس انتقال الشركة من الاستجابة لحاجيات السوق الوطنية إلى بناء حضور تنافسي خارج الحدود.

وتعتبر هذه المفاوضات خطوة محورية نحو تثبيت موقع الجزائر في سلاسل التوريد الأوروبية الخاصة بقطع الغيار والمواد البلاستيكية والفولاذية.

وتأسست الشركة سنة 2019 قبل أن تدخل مرحلة الإنتاج الفعلي في 2024، حيث تنشط في تصنيع قطع غيار السيارات، وحاملات المحركات، وأجزاء التجهيزات الكهرومنزلية المنتجة من البلاستيك والفولاذ.

وتوّجه “ميراف” حاليا جزءا من إنتاجها للسوق المحلية، مع تحضير خطوط إنتاج موجهة مستقبلاً لمصانع تركيب السيارات والأجهزة الكهرومنزلية، استنادًا إلى عقود إمداد قائمة مع متعاملين وطنيين.

وتقع المنشأة الصناعية للعلامة في المنطقة الصناعية العش بولاية برج بوعريريج، وتوفر 40 منصب عمل مباشر و30 غير مباشر، على أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى مليوني قطعة خلال 2025 وفق مخطط التطوير.

ويُنتظر أن تسهم هذه الديناميكية في خلق سلسلة قيمة محلية داعمة للصناعة الميكانيكية والإلكتروميكانيكية في الجزائر، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو تصنيع مكوّنات محلية ورفع نسب الإدماج في مشاريع التركيب والتصنيع.

ويُنظر إلى خطوة التفاوض نحو التصدير كجزء من تحوّل جديد في مسار المؤسسة، إذ تنتقل من شركة فتية تأسست قبل خمس سنوات فقط إلى لاعب صناعي يتقدّم بثبات نحو الأسواق الخارجية، وهو ما يعكس ملامح مرحلة جديدة للصناعات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة التي بدأت تتحرك من الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن السوق المحلية إلى المنافسة في الفضاء الدولي.