ولاية جزائرية تحتضن أكبر مشروع كهربائي جزائري صيني مع تصنيع محلي 100 بالمئة

صناعة

وافقت السلطات المحلية بولاية عين تموشنت على إطلاق مشروع صناعي جديد يعد من أبرز المشاريع الكهربائية المتقدمة في الجزائر، حيث أعلن رئيس مجمع “أطلس باور”، بلال تازيبت، عن إنشاء أول وحدة وطنية مخصّصة لتصنيع أجهزة الكهرباء عالية التوتر بنسبة تصنيع محلي تصل إلى 100 بالمائة، وذلك بالشراكة مع العملاق الصيني “تاي كاي”. ويُنتظر الشروع في الأشغال خلال الأيام المقبلة بعد توفير الوعاء العقاري والانتهاء من الإجراءات التقنية الأولى.

وجاء الإعلان خلال مشاركة المجمع في معرض “سيفيك 2025” بالجزائر العاصمة، الذي عرف حضور 160 مؤسسة من 20 دولة، ما منح المشروع بعدا إضافيا باعتباره خطوة صناعية تستجيب لمتطلبات سوق تشهد توسعا كبيرا في مجال الطاقة والتجهيزات الكهربائية.

وأوضح تازيبت أن الأجهزة المزمع تصنيعها ستكون الأولى من نوعها في السوق الوطنية من حيث التوفر وسهولة التركيب، مع التركيز في المرحلة الأولى على تغطية كامل الطلب المحلي قبل التوجه نحو التصدير، خاصة نحو الأسواق الإفريقية التي تعتبرها الشركة واعدة وبإمكانها استيعاب المنتجات الجزائرية ذات القيمة العالية.

ويعتمد المشروع على بعد أكاديمي مهم، حيث كشف تازيبت عن توقيع اتفاقية تعاون مع جامعة عين تموشنت لإنشاء مركز بحث داخل الجامعة، يتولى تكوين الطلبة وتأهيلهم للعمل داخل المصنع الجديد، إلى جانب استغلال الكفاءات الشابة في تطوير منتجات كهربائية متقدمة تعتمد على معايير دولية.

وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان قاعدة بشرية مؤهلة قادرة على مواكبة التكنولوجيا الحديثة المنقولة عبر الشراكة مع الجانب الصيني.

كما أكد رئيس المجمع أن التعاون مع “تاي كاي” يمثل نقطة تحول في قطاع ظل، إلى وقت قريب، حكرا على الشركات الأوروبية، مشيرا إلى أن نقل التكنولوجيا سيتيح للجزائر خطوة نحو تحقيق السيادة التكنولوجية في مجال الكهرباء عالية التوتر.

وشدد على أن المرحلة المقبلة ستركز على تأهيل الموارد البشرية وتوسيع قدرات الإنتاج، بهدف ضمان تصنيع وطني كامل دون الاعتماد على الاستيراد.

ويأتي هذا المشروع في سياق الجهود الحكومية لتعزيز الاستثمار الصناعي وخلق نسيج إنتاجي متكامل، ليشكل إطلاقه محطة محورية في مسار التصنيع المتقدم، ولبنة جديدة في بناء صناعة كهربائية قادرة على دعم التحول الطاقوي للبلاد وتعزيز حضور المنتجات الجزائرية في الأسواق الإقليمية.