2000 وظيفة مباشرة وآلاف غير مباشرة… مكاسب منتظرة من مصنع هيونداي

أوتو الحدث

تترقب السوق الجزائرية انطلاق واحد من أضخم المشاريع الصناعية في قطاع السيارات، مع اقتراب تجسيد مصنع “هيونداي” الجديد بالشراكة بين مجمع “بهوان” العماني والحكومة الجزائرية، في خطوة من شأنها أن تفتح آفاقا اقتصادية واجتماعية واسعة، وتعزز حضور الجزائر على خريطة التصنيع الإقليمي.

المشروع، الذي تصل قيمته الاستثمارية إلى نحو 400 مليون دولار، يشكل تحولا نوعيا في فلسفة التصنيع، حيث يستهدف إنتاج سيارات بنظام التجميع الكامل (CKD) عبر خطوط إنتاج متكاملة تشمل الحدادة، اللحام، الطلاء، التجميع، والتجارب. ومن المرتقب أن يغطي المصنع إنتاج ثلاثة نماذج سياحية ونموذجين نفعية، بأسعار تنافسية موجهة للسوق المحلية والأسواق الإفريقية.

أحد أبرز المكاسب المنتظرة من هذا المشروع هو الأثر المباشر على التشغيل، إذ من المخطط توفير ما لا يقل عن 2000 منصب عمل مباشر، إلى جانب نحو 1500 وظيفة غير مباشرة عبر سلسلة توريد محلية ستنشأ لتوفير المكونات والمواد الأولية اللازمة للتصنيع. هذا من شأنه أن يحرك نشاط عشرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويعطي دفعا لمهن صناعية وخدماتية مرتبطة بقطاع السيارات.

وسيعزز المشروع قدرة الجزائر على تقليص فاتورة استيراد السيارات، ويفتح الباب أمام تصدير منتجات مصنوعة محليا نحو الأسواق الإقليمية، خاصة مع توجه المصنع لإدماج السيارات الكهربائية في خطوط الإنتاج بداية من عام 2028. كما يتيح استغلال الموارد الوطنية مثل الحديد والليثيوم والفوسفات في صناعة البطاريات، ما يعزز من القيمة المضافة ويقلل الاعتماد على الخارج.

كما يمثل المشروع نموذجا ناجحا للتعاون الصناعي بين الجزائر وسلطنة عمان، ويفتح المجال أمام شراكات أخرى في قطاعات مختلفة، خاصة وأنه يُنتظر أن يقام على موقع استراتيجي في غرب الوطن، بما يتيح سهولة الربط اللوجستي مع موانئ وهران ومستغانم. ومع اكتمال هذا الصرح الصناعي، ستخطو الجزائر خطوة جديدة نحو تحقيق سيادتها الصناعية في مجال السيارات، والتحول من التركيب البسيط إلى صناعة حقيقية بمواصفات عالمية.