34.5 مليار دولار… عرض ضخم وغير مسبوق لشراء غوغل كروم

الحدث تكنولوجيا

تقدمت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “بيربلكستي”، المطورة للأداة التي تحمل الاسم نفسه، بعرض رسمي لشراء متصفح “غوغل كروم” مقابل 34.5 مليار دولار، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ. ويأتي هذا العرض في ظل القضايا المتعلقة بالاحتكار التي تواجهها غوغل، حيث يُتوقع أن يطلب القضاء الأميركي تفكيك بعض خدمات الشركة وبيعها إلى أطراف خارجية. ووفق التقرير، تعتزم “بيربلكستي” تمويل الصفقة بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين الخارجيين الذين لم يتم الكشف عن هويتهم بعد، فيما امتنعت غوغل عن التعليق على العرض.

التحركات الأخيرة تعيد إلى الأذهان ما أعلنته “أوبن إيه آي” مطورة “شات جي بي تي” في وقت سابق من هذا العام، عندما أبدت اهتمامها بالحصول على “غوغل كروم”، ما يضعها كمنافس محتمل في السباق نحو الاستحواذ على المتصفح. وفي المقابل، أكدت غوغل نيتها استئناف الحكم القضائي المتعلق باحتكارها غير القانوني لسوق البحث، والعمل على نقض أي قرار يلزمها ببيع “كروم”، مع استعدادها لتقديم بدائل تحد من احتكارها للإنترنت، مثل إيقاف عقدها مع “آبل” الذي يجعل محرك بحث غوغل الافتراضي على أجهزتها.

وتُعد “بيربلكستي” واحدة من أبرز الشركات المنافسة لغوغل في مجال البحث، إذ تقدم خدمات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقد جمعت مطلع هذا العام تمويلًا بقيمة 100 مليون دولار، ما رفع تقييمها إلى نحو 18 مليار دولار. وأكد ديمتري شيفلينكو، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة، أن عدة صناديق استثمار أبدت موافقتها على تمويل الصفقة إلى جانب “بيربلكستي”.

هذا التحرك ليس الأول من نوعه بالنسبة للشركة، حيث سبق أن طرحت في بداية العام عرضًا للاستحواذ على منصة “تيك توك” بهدف إنشاء منصة أميركية جديدة تتجنب مخاطر الحظر. ورغم ذلك، يرى بعض المراقبين أن عروض “بيربلكستي” للاستحواذ على كيانات كبرى قد تكون ذات طابع دعائي أكثر من كونها خطوات فعلية نحو السيطرة على خدمات الإنترنت العملاقة.

في حال نجحت “بيربلكستي” في إتمام الصفقة، فإنها ستحصل على قاعدة مستخدمين هائلة لمتصفح “غوغل كروم” تُقدَّر بنحو 3.45 مليارات مستخدم حول العالم، بما يمثل أكثر من 63% من الحصة السوقية للمتصفحات عالميًا. هذه السيطرة المحتملة قد تمنحها نفوذًا واسعًا في سوق الإنترنت، وتفتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى في عالم التكنولوجيا.

العرض المقدم من “بيربلكستي” يسلط الضوء على مرحلة جديدة من المنافسة في قطاع التكنولوجيا، حيث تتحرك شركات ناشئة ذات إمكانات مالية وتقنية متنامية لمواجهة عمالقة الإنترنت، مستفيدة من الضغوط القانونية والتنظيمية التي تواجهها هذه الأخيرة. ويظل السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه المبادرة ستؤدي إلى صفقة تاريخية، أم أنها ستظل في إطار المناورات الاستراتيجية لجذب الانتباه وتوسيع الحضور في السوق.