أحصت الجزائر 42 مشروعاً استثمارياً لمؤسسات صينية تنشط في المجال الصناعي، بقيمة مالية تفوق 4.5 مليار دولار، وفق ما أفاد به عمر ركاش، رئيس الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، خلال انطلاق أشغال منتدى الأعمال الجزائري الصيني، اليوم الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة.
وأوضح ركاش أن هذه المشاريع تمثل ثمرة التعاون الثنائي القائم على إرادة سياسية قوية بين الجزائر والصين، وتعبّر عن مناخ الثقة الذي تسعى الجزائر إلى ترسيخه مع شركائها الاقتصاديين، مشيراً إلى أن بلاده وفّرت كل التسهيلات الممكنة للشركات الصينية وشجّعت على إقامة شراكات فعالة معها في عديد القطاعات الحيوية.
وتعدّ المشاريع الصينية المسجّلة في الجزائر نموذجاً للاستثمار الأجنبي المباشر القائم على المردودية والاستقرار، خاصة في ظل ما توفّره الجزائر من مزايا تنافسية، مكّنتها من استقطاب كبرى الشركات الصينية الساعية لتجسيد مشاريع تنموية في السوق الجزائرية.
ويأتي هذا التصريح في إطار فعاليات منتدى الأعمال الجزائري الصيني حول الاستثمار، المنظّم تحت شعار “شراكة متينة من أجل تعاون اقتصادي مستدام”، بمبادرة من الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. ويعدّ هذا الحدث محطة مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفرصة لتعميق الحوار بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الصينيين.
ويعرف المنتدى مشاركة أكثر من 200 متعامل اقتصادي من الجزائر والصين، ينشطون في قطاعات حيوية متنوعة، على غرار الصناعة، الفلاحة، الصناعة الصيدلانية، الطاقة والطاقات المتجددة، وكذا الموارد المائية، وهو ما يعكس تنوع مجالات التعاون الممكنة واهتمام المستثمرين الصينيين بالدخول في شراكات إستراتيجية مع الجزائر.
وأكد رئيس الوكالة أن المناخ الاستثماري الجذاب الذي تهيّئه الجزائر اليوم يسمح للشركات الأجنبية بالاندماج بقوة في السوق الوطنية، من خلال شراكات رابح-رابح ترتكز على نقل التكنولوجيا، خلق فرص العمل، والمساهمة في التنمية المستدامة.
ويشكل هذا المنتدى منصة لتعزيز الحضور الصيني في السوق الجزائرية، وتوسيع مجالات التعاون في ظل الديناميكية الاقتصادية الجديدة التي تشهدها الجزائر، وتوجهها نحو تنويع شركائها الاقتصاديين والانفتاح على الاستثمارات النوعية.